ربما كنت مثل غيري من المواطنين الذين لم يلحظوا نتاجاً ملموساً للهيئة العامة للسياحة والآثار، بالرغم من نشأتها عام 1421ه تحت مسمى (الهيئة العليا للسياحة)، وكان الهدف من إنشائها جذب المواطن السعودي للسياحة الداخلية وزيادة فرص الاستثمار، وتنمية الإمكانات البشرية الوطنية وإيجاد فرص عمل للمواطن السعودي. وقامت الهيئة بعد ذلك بضم وكالة الآثار لها عام 1424ه، بهدف الاهتمام بالآثار والمتاحف والمواقع التاريخية والتراث الثقافي والعادات، وليتم تغيير مسماها إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار، كنت أحد الذين لم يجدوا للهيئة أثراً بارزاً أو نشاطاً ملموساً على أرض الواقع. ربما لأن الهيئة لم تتمكن من إيصال نشاطها إلى كثيرين من الناس أو هي بالفعل لا تقدم شيئا لافتاً. قبل أيام كنت في زيارة لفرعها بالدمام، التقيت بمدير الفرع (عبداللطيف البنيان) وبعض العاملين هناك، تحدثنا عن نشاط الهيئة وماقدمته وماتهدف إليه وعن الأفكار التي تتبناها، وشاهدت نماذج واقعية من أعمال الحفريات والحفاظ على بعض المواقع الأثرية، كذلك عن النشاطات السياحية التي تتبناها الهيئة فترة العطل المدرسية وغيرها. طموحات الهيئة كثيرة وهي تجتهد لتحقيقها. وجدت شبابا متحمسين ونشاطاً ميدانيا يحاول تحقيق شيء من الواجب لهذا الوطن، الذي يحوي تحت أرضه وفوقها كنوزاً من التراث المعماري والحضاري، خاصةً في المناطق التي شهدت مرور عديد من الحضارات. مالاحظته أن الهيئة تعمل في صمت وتخطط في صمت. خرجتُ بقناعةٍ أن هناك من يعملون في صمت لكنهم يحتاجون منا إلى الصبر لتتضح الصورة، التي نتمنى أن تكون مشرقة في برواز الوطن السياحي والتراثي. لدى الهيئة كثير من الفرص لتحقق إنجازات للوطن وهو يستحق ذلك، فلدينا مناطق سياحية بكر خاصة على المناطق الساحلية، التي يمكن ابتكار كثير من الأفكار بها، ولدينا من المخزون الثقافي الذي يمكن تحويله إلى أعمال فنية، ونتمنى ألا يطول الصمت كثيرا، فمن حق الهيئة أن تعلن عن إنجازاتها، ومن حق المواطن أن يعرف ماتم إنجازه ليسعد به.