أكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية أنه نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في العاصمة اليمنية صنعاء، فقد قامت المملكة العربية السعودية بتعليق كافة أعمال السفارة في صنعاء وإجلاء كافة منسوبيها الذين وصلوا إلى المملكة وهم بخير. وأكد عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الإعلامي الأستاذ الدكتور عبدالله الرفاعي ل «الشرق» أن قرار تعليق أعمال السفارة السعودية في صنعاء جاء نظراً للأزمة والأوضاع اليمنية، وحرصاً من السفارة على حماية منسوبي السفارة السعودية هناك جرّاء تلك الأزمة. وقال: الأوضاع والأحداث اليمنية تؤثران بشكل مباشر على المملكة كونها مجاورة، ونحن كسعوديين يهمنا استقرار اليمن، ولكن الحل في هذه المرحلة ليس بيد أحد، بل بيد اليمنيين أنفسهم، فعلى اليمنيين أن يتحدوا ويجعلوا الموضوع اليمني خاصا بهم دون الالتفات للقوة الإقليمية التي لا تريد خيراً لليمن ولا لليمنيين. وأكد عميد الإعلام والاتصال في جامعة الإمام أن اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الذي سيعقد اليوم في الرياض سينصب كله حول القضية اليمنية، لأن دول مجلس التعاون هي صاحبة المبادرة السلمية في اليمن التي أفشلها الحوثيون ومجموعة علي عبدالله صالح، فالوضع خطير جداً، مبيناً أن اليمن دولة حدودية كبيرة جداً تحديداً مع المملكة وعمان، فالمملكة هي القوة الرئيسة لدول مجلس التعاون لذلك أي حاجة تؤثر على المملكة تؤثر على دول المجلس، الذين كانوا صريحين من خلال مشروع القرار الذي قدموا أمس – أول أمس – في مجال الأمن، ولكن مع الأسف الدولة الروسية المتنمرة يبدو أن لها أجندة متوافقة مع الإيراني، وهذا واضح واتضح بشكل كبير في سوريا، والآن يتضح في اليمن، لأن روسيا أفشلت مشروع قرار مجلس الأمن، فمجلس التعاون الخليجي أصدر بيان لأكثر من مرة، ودوله لن تجلس مكتوفة الأيدي لأن مصالحها الأساسية في صنعاء، وأن القضية قضية مساس بالأمن القومي ولدول المجلس، فنحن نتكلم عن دول الجوار وليس عن مشكلة بعيدة. وقالت ألمانياوإيطاليا -أيضاً- أمس إنهما أغلقتا سفارتيهما في اليمن في أعقاب تحركات مماثلة من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بعدما عزز الحوثيون قبضتهم على السلطة في أعقاب سيطرتهم على العاصمة في سبتمبر. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية: «إن برلين أغلقت بعثتها في اليمن الخميس وأن الموظفين غادروا الجمعة». وقالت: «خلال الأسابيع المنصرمة سيطر الحوثيون على السلطة، وهذا وضع خطير بشكل غير مقبول لنا وقد يكون له تداعيات على المنطقة. الوضع مقلق للغاية لنا في أوروبا». وأعلنت إيطاليا -أيضاً- أمس أنها أغلقت سفارتها معللة ذلك بانهيار الوضع الأمني، وقالت وزارة الخارجية في روما إنها ستسحب سفيرها وموظفيها. وقال «جوليان هارنيس» ممثل منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) في اليمن: «إنه قلق بشأن أزمة اقتصادية تلوح في أفق البلاد». وقال خلال مؤتمر صحفي «يتلقى اليمن كثيرا من المساعدات المباشرة للحكومة من دول في المنطقة ودول الخليج». وتابع قوله: «نحن قلقون للغاية خشية أن تؤدي التغيرات السياسية والأزمة السياسية إلى تقليص احتمال تلقي هذه المساعدات». وكثف المتشددون المرتبطون بتنظيم القاعدة هجماتهم على المقاتلين الحوثيين، وقال الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» الخميس: «إن اليمن «ينهار أمام أعيننا» وينزلق إلى هاوية الحرب الأهلية. واستمرت المفاوضات -بشأن حل سياسي- التي تدعمها الأممالمتحدة في صنعاء أمس. وقال شهود: «إن آلاف اليمنيين احتشدوا بعد الصلاة في مدن تعز وإب والبيضاء والحديدة للتنديد باستيلاء الحوثيين على السلطة». وتتهم المملكة العربية السعودية ودول أخرى في مجلس التعاون الخليجي الحوثيين بشن انقلاب، بعد أن أعلنوا حل البرلمان وتشكيل حكومة جديدة الأسبوع الماضي. ويعيش اليمن حالة من الفراغ السياسي منذ استقالة الرئيس، ورئيس الوزراء الشهر الماضي بعد أن سيطر الحوثيون على القصر الرئاسي.