بينما الرئيس الهلالي جالس يفكر في المباراة النهائية على كأس ولي العهد دخل عليه أحد المقربين من إدارته مهرولاً، وتفضل عليه بمعلومة خطيرة كانت غائبة عن فطنة الأمير. تقول المعلومة إن حكم المباراة النهائية في كأس ولي العهد تركي الخضير سبق أن قاد للأهلي في هذه البطولة ثلاث مباريات ما مجموعه (270) دقيقة (16200) ثانية، وهي أرقام تدعو للقلق والأهم تستوجب التغريد في وقت متأخر. كيف تجرؤ لجنة الحكام على وضع تركي الخضير حكماً للنهائي وهو من قاد جل مباريات الأهلي في أدوار البطولة؟ غاب عن فطنة الأمير عدد مباريات بطولة كأس ولي العهد، وغاب عنه تقييم أداء الحكم فيها دون غيرها، وغاب عنه أهمية مباريات خروج المغلوب، وغاب عنه قلة المتميزين تحكيمياً على مستوى اللجنة، بينما أكد لنا اهتمامه الكبير بنجاح المباراة بعرضه جملة من التساؤلات البريئة عن حكم المباراة النهائية. ساق الأمير تغريدته مستسلماً لضغوطات تطالبه بالرد على الانتقادات الخضراء المعترضة والمطالبة بحكم أجنبي يقود النهائي. الإدارة الزرقاء لم تعبر عن رأيها حول حكم المباراة النهائية إلا قُبيل المباراة ب 24 ساعة، وكأن القوانين مطاطة يمكن اختزالها في هذا الزمن، ومما يبدو لي من إعلانها أحد أمرين فهي إما انعكاس لحالة الفوضى الإدارية أو إنها إزاحة لأي شك قد يلوح في الأفق حيال رغبتها في الصافرة المحلية على الرغم من أخطائها الفادحة. وقع الأمير في الفخ الكبير من حيث لا يدري؛ فقد كشف حالة القلق التي تعيشها الإدارة نتيجة مطالبات علنية تدعوها للرحيل بعد أن تقلصت عدد بطولات الهلال وفشل في حل معضلة التأهل لكأس العالم للأندية. أعترف للأمير بنوعية المفردة لكن لا أقبل منه أن يصرفها فيما لا يخدم المنافسة، وأعتقد أن أسوأ الأمور أن تحمل لشخصية اعتبارية قدرها واحترامها فتفاجأ بها تخرج عن النص وتقدم رؤية مجنحة تخالف مفاهيم المنافسة وما من شأنه تجويدها ونقلها إلى مصاف الدول المتقدمة. إن كنتُ سأقبل على مضض ببعض هرطقات إعلامية تأتي من هنا أو هناك باعثها التعصب المقيت فأنا أربأ بشخصية رياضية لها تأثيرها وتقود نادياً كبيراً أن تخرج بمثل هذا الطرح وفي هذا التوقيت. التغريدة حملت إسقاطاً على النادي الأهلي وجسدت ضغطاً مباشراً على اللجنة والأهم صنفت حكماً هشاً قد لا يستطيع إخراج النهائي إلى بر الأمان. قلتُ وأعيد إن الاتحاد السعودي ولجنة الحكام أسهما بسطحية قرارهما في إسناد المباراة إلى حكم محلي فيما يدور الآن وفيما سيعقب المباراة الختامية.