يسعى القائمون على الجناح السعودي في معرض نيودلهي الدولي للكتاب 2015م، إلى إبراز واقع الحراك الثقافي والفكري والتنوع العلمي في المملكة، وجعله نافذة لتعزيز التواصل الفكري والحضاري مع مختلف الشعوب. وتنطلق فعاليات المعرض في نسخته ال23 اليوم، وتستمر حتى 22 فبراير الجاري، ويشارك فيها أكثر من 40 دولة، وعديد من دور النشر والجهات والمنظمات الدولية، وتحل جمهورية سنغافورة ضيف شرف على المعرض. وتحمل العناوين في الجناح السعودي، الذي تبلغ مساحته 42 ألف متر مربع، مضامين منوعة، تتناول الجوانب الحضارية والتنموية والمشهد الثقافي والأدبي والنتاج العلمي وحركة التأليف في المملكة عبر مؤسساتها العلمية والثقافية. وينضوي تحت مظلة الجناح عددٌ من الوزارات والجامعات والمكتبات وجهات حكومية، منها وزارة التعليم، ووزارة الثقافة والإعلام، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، تعرض عشرات العناوين في مختلف المجالات العلمية والأدبية، في إطلالة على رواد المعرض لتعزيز من العلاقات الثقافية والفكرية ومد من جسور التواصل مع الآخرين. وتأتي مشاركة المملكة في هذا المحفل الثقافي استمراراً للحضور الفاعل الذي تحرص عليه الملحقية الثقافية في الهند نحو التواصل مع مختلف المؤسسات المعنية بالتعليم والفكر، لاسيما وأن طلاباً سعوديين يدرسون في عددٍ من الجامعات الهندية في مختلف التخصصات. وتُقيم الملحقية الثقافية السعودية في الهند ضمن مشاركة المملكة ندوة عن «آفاق وإمكانات التعاون بين الجامعات السعودية والهندية» بعد غد الإثنين، بالتعاون مع اتحاد أساتذة وعلماء اللغة العربية لعموم الهند، والمركز الثقافي الهندي العربي، وقسم اللغة العربية بالجامعة الملية الإسلامية في نيودلهي، وذلك بمقر المركز الثقافي الهندي العربي بالجامعة. وتشارك المملكة في المعرض الذي يحمل عنوان: «شروق الشمس، آمال من شمال شرق الهند»، للمرة السادسة على التوالي. واقترنت المشاركات السابقة بتنوع برامجها، فإلى جانب عرض الكتب، أقيمت أنشطة ثقافية مصاحبة قدمها أساتذة جامعات سعودية، كان من أهمها ندوة «الأدب العربي في الهند»، ومجموعة من المحاضرات ألقيت في أروقة المعرض وفي الجامعة الملية الإسلامية في نيودلهي، تناولت الحراك الأدبي والتأليف في المملكة، والتعاون في مجال التعليم بين المملكة والهند. ونظراً للمكانة الدينية للمملكة، وامتداد تاريخها في الجزيرة العربية، حملت مضامين المشاركات بعداً آخر في التواصل الحضاري والمعرفي مع الجهات الأكاديمية المعنية بتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية وجموع المثقفين والباحثين، فضلاً عن الطلاب الهنود والدارسين فيها. وشدد أستاذ اللغة العربية في الجامعة الملية الإٍسلامية، الدكتور حبيب الله خان، على أن مشاركة المملكة في المعرض تعزيز لحضور الثقافة العربية بشكل عام. فيما قال أستاذ اللغة العربية الدكتور محمد أيوب تاج الدين: «رغم تباعد الخطى عن أرض مهبط الوحي، إلا أن الجناح اختصر المسافات وأقبل مجتمعاً مع دول عدة في العاصمة الهندية بهوية إسلامية وثقافة عربية». ووصف جناح المملكة والبرامج الثقافية التي نفذت في دورات سابقة، بالإثرائية والنوعية، وصورة بارزة في أرض المعرض عن الإسلام والثقافة العربية أمام تجمع دولي يحتضن مختلف الثقافات وأتباع الأديان، لافتاً إلى أن هذا الأمر يدفع أساتذة الجامعات والطلاب والمثقفون المعنيون باللغة العربية للإطلاع على مضامينها والتفاعل معها. وإن تنوعت ألسن الإصدارات التي تشارك بها المملكة في المعرض عربية وإنجليزية ولغات أُخَر، خاصة في ترجمات القرآن الكريم، إلا أن أستاذة اللغة العربية في الجامعة الملية الدكتورة هيفاء شاكري، تشدد على تميز العناوين لاسيما ما يخدم المتخصصين في الدراسات الإسلامية واللغة العربية، وقالت: إن اللغة العربية استقرت في الهند منذ القدم مع انتشار الإسلام فيها، وهي موضع احترام وتقدير. من جانبه، أوضح الملحق الثقافي في الهند، الدكتور ضيف الله المطرودي، أن مشاركة المملكة في المعرض هذا العام، تأتي إدراكا لأهمية التواصل الفكري والتبادل المعرفي مع مختلف الشعوب والحضارات، مشيراً إلى حرص الملحقية على المشاركة في المعرض الذي أقر أن يقام بشكل سنوي بعد أن كان يقام كل عامين، نظراً لما يمثله من فرصة لتبادل المعارف والخبرات والتجارب. وأفاد المطرودي أن المعرض بطابعه الدولي فرصة سانحة لتعزيز العلاقات الثقافية والفكرية ومد جسور التواصل الحضاري والثقافي بين المملكة وجمهورية الهند، فضلاً عن إبراز المشهد الثقافي والعلمي في المملكة.