أصبحت مواقع طلبات الزواج التي يرتادها العديد من الشبان والفتيات، منافساً قوياً للخاطبات، اللاتي يصفن أنفسهن بأنهن محل ثقة الأهل أكثر من هذه المواقع، بل ويصفون مرتاديها بالعبث والتسلية. وتحكي إحدى النساء أنها بعد أن تقدَّم بها العمر ووجدت صعوبة في إيجاد زوج، لجأت لهذه المواقع للبحث عن رجل يقترن بها وبالفعل تحقق لها ذلك، وتزوجت وأنجبت ثلاثة أطفال. وتذكر سيدة أخرى »عرضت اسمي ومواصفاتي على إحدى هذه المواقع و للأسف وجدت أن جميع الشباب المسجلين بها إما أنهم يبحثون عن زواج مسيار، أو يبحث عن علاقات عابرة». فيما تقول الخاطبة أم طلال: « 90% من مرتادي مواقع طلبات الزواج يبحثون عن التسلية فقط و5 % فقط ممن يحمل النية الصادقة في الزواج، فيجب أن يتصف الموقع بالمصداقية، كالمواقع تأخذ على طالبي الزواج تعهدات تضمن سرية وصدق بيانات المتعهدين، فيرفض هذا الموقع عرض الصور ويسمح فقط بالتحدث عبر دردشة المواقع الكتابية لمطابقة مواصفات الجنسين»، مبينة أن الفتاة تواجه صعوبات في إبلاغ ذويها عن المتقدم، وتلقى صعوبة في إقناعهم، عكس الخاطبة التي يتقبل وجودها المجتمع منذ القدم، فتكون ثقة الأهل بها أكبر، إضافة إلى أن محادثة الفتاة لشاب قبل الخطبة غير مقبول في مجتمعنا و ديننا، بل وغير مقبول عند الرجل الشرقي، الذي قد تتغير معاملته لزوجته تماماً بعد الزواج، ويبدأ الشك بتعكير صفو حياتهم، فيخطر في باله» كم من شاب غيري عرضت عليه الزواج في الموقع»؟ وحذرت أم طلال الفتيات من مثل هذه المواقع ووصفتها بمصيدة حقيقية، وخصصت البنات بالتحذير، مشيرة إلى أن الشباب لا خوف عليهم. ويقول الأخصائي النفسي الدكتور عدنان عاشور: « يرتكز الزواج على أركان وشروط لا تتحقق في الزواج الإلكتروني، لأن التعارف عن بُعد لا يفي بالغرض في اكتمال القناعة بين الطريفين، و تكوين شراكة حياتية»، معتبره نوع من العبث والنزوة ومخالف لأسس الزواج الشرعي»، ويضيف »لو كان هذا التعارف الإلكتروني مقدمة للزواج، يمكن أن يكون سليما، إلا أنه ينتهي بالفشل في الغالب، فحين يتحرى الشاب عن مواصفات الفتاة في الموقع سيجدها جيدة، حيث قامت هي بوضع هذه المواصفات، ومن الطبيعي سوف تجرد نفسها من أي سلبيات، وكذلك الشباب، وما أن يرتبطان حتى يعرف كلاهما الآخر على حقيقته وتبدأ الصراعات بينهما. ويقول الشيخ سعيد الأسمري »لا بأس في أن تُعرف الفتاة بنفسها على موقع إلكتروني، فتذكر اسمها ونسبها وتذكر وصفا مبسطا عنها، كمتوسطة الجمال أو فائقة الجمال وكذلك الشاب، من أجل رغبتها في الزواج«. وقالت الباحثة الاجتماعية الدكتورة فاطمة الخطيب »أستغرب ثقة الفتيات في مثل هذه المواقع، وأتسائل كيف تقوم الفتاة بوضع اسمها واسم عائلتها فيها ؟، وأنا أرفض هذا تماماً، لأن الفتاة يميزها حياؤها واحترامها لنفسها وعائلتها، وإيمانها بأن الزواج بيد الله ليس بيد خاطبات أو مواقع إلكترونية وعلى الفتاة أن تعلم أنها حين تضع اسمها بجميع المواقع وعند جميع الخاطبات، ولم يقدر لها الله الزواج، فإنها لن تتزوج، فعلى الفتاة أن تحفظ كرامتها ولا تقارن نفسها بسلع الإنترنت الرخيصة، إضافة إلا أنه لا يوجد شاب شرقي يؤمن بهذه الطريقة من الزواج ولا يضطر إلى هذه المواقع إلا من فقد الثقة بالله وأنفسهم وعلى كل فتاة تقدَّم بها العمر ولن تتزوج أن تنظر إلى ما عطاها الله إياه غير الزواج وتحمده». يرتادها كثير من الفتيات والشبان