هل أنت شخص مقبل على الحياة؟ عبارة صيغت في أحد المواقع الإلكترونية استوقفتني، وجعلتني أفكر في الفرق بين المقبل على الحياة، والمدبر عنها. فالإقبال على الحياة يختلف في شكله ومقداره من شخص لآخر، وتحمُّل أعباء الحياة يختلف أيضاً من شخص لآخر. هناك من يتقبل الأمور برضا وحب وقناعة وتبرير للمواقف الصعبة والقاسية التي يمر بها، وهناك من يتحمل الحرمان والحياة القاسية بنظرة سلبية مختلفة، مثل أولئك الذين استيقظوا دون مأوى، أو من فقدوا من يحبون، والأمثلة على تلك الأمور لا حصر لها، ولكنهم يختلفون في نظرتهم. ولكن الذين يتحلون بنظرة مختلفة، مختصرها أن حزني لن يضيف لحياتي، بل سيسرق منها، أولئك الأشخاص دائماً ما يعيشون في صلاح ذاتي، وتقبل للواقع وصبر يجعلهم يعيشون بمستوى رضا وطاقة إيجابية تمتد لباقي أيامهم، ولمن حولهم. الإقبال على الحياة، صفة يتميز بها الإنسان المتفائل الإيجابي، وهي الأصل في طريقة عيش الحياة. حيث إن السلبية تنتج من العيش في الظروف الصعبة وأوقات الأزمات؛ لأن الأمور السلبية تكوِّن غشاء يمنع من الإقبال على الحياة، ولكن سرعان ما تزول هذه النظرة بزوال العارض. الإقبال على الحياة يضيف معنى للحياة، يلغي تشابه الأيام، ويبث الأمل في نفوس الآخرين المقربين من المقبلين على الحياة. الرضا والإيمان وعدم الوقوف طويلاً على العوارض الراحلة يعزز الرغبة في الإقبال على الحياة، والعيش بسلام ذاتي.