قدَّم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال لقائه أمس خادم الحرمين الشريفين، شرحاً مفصَّلاً للجهود الأممية في اليمن، مبدياً ارتياحه لانضمام الرياض إلى مجموعة «أصدقاء اليمن» ورابطاً استقرار صنعاء بإعادة الشرعية إلى حكومتها والرئيس عبدربه منصور هادي. وقال بان كي مون، في تصريحاتٍ صحفية من داخل قصر المؤتمرات في الرياض عقب لقائه خادم الحرمين الشريفين، إنه قدَّم للملك سلمان بن عبدالعزيز شرحاً مفصَّلاً لجهود المبعوث الأممي إلى صنعاء، جمال بن عمر، معتبراً أن اليمن تجد من المملكة وباقي دول مجلس التعاون الخليجي كثيراً من المساندة والتعاون البنّاء. ولفت الأمين العام إلى أهمية الانضمام السعودي إلى مجموعة «أصدقاء اليمن» لأن الوضع فيه يحتاج إلى مثل هذه الوقفات من دول الخليج العربي»عطفاً على الأوضاع التي تشهد تدهوراً كبيراً هناك بسبب استيلاء الحوثيين على السلطة»، داعياً إلى إعادة الشرعية للحكومة اليمنية كي يعود الاستقرار. في الوقت نفسه، وصف بان كي مون لقاءه الملك سلمان بن عبدالعزيز ب «المثمر»، وأوضح أنهما استعرضا «الكثير من الموضوعات المتعلقة بالشأن الإقليمي والدولي، والتي تتناول مختلف المجالات السياسية والأمنية والإنسانية والتنموية». ومن بين الموضوعات التي بحثها اللقاء القضية الفلسطينية، إذ قال الأمين العام إن خادم الحرمين الشريفين تقاسم معه القلق حيال محنة الشعب الفلسطيني في غزة وضرورة دعمه بجميع الوسائل الضامنة لرفع هذه المحنة الإنسانية. وعن الإرهاب ومكافحته، أوضح «ناقشنا عديداً من الآليات الناجعة المعنيَّة بالتصدي للإرهاب وكيفية استمرار تفعيلها»، وأشار إلى أن «المملكة عُرِفَت بدعمها الدائم للجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتصدي له وبذل كل ما من شأنه تجفيف منابعه»، مثمِّناً «الدعم المضطرد للأمم المتحدة دوماً في هذا الصدد». وأعرب الأمين العام عن تطلعه لمزيدٍ من التعاون مع خادم الحرمين الشريفين في الأيام المقبلة، لاسيما مع تطابق وجهات النظر، لافتاً إلى تشديد الملك سلمان خلال لقائهما على ثبات سياسة المملكة الداعمة على الدوام للأمم المتحدة في كل الأحوال. في سياقٍ متصل، وصف الأمين العام الملك الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز، ب «شخصية فذة فقدها المجتمع الدولي». وقال خلال المؤتمر الصحفي أمس إن «الملك عبدالله ترك بصمة ثابتة وكان له بالغ التأثير على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، لا سيما مع ما قدمه طوال حياته من مبادرات كريمة وكبيرة، كان الهدف منها تحقيق السلام العالمي ونبذ الإرهاب والتطرف ومعالجة المشكلات الإنسانية مثل الفقر والجوع»، مبيِّناً أن «هذا التوجه منه طالما كان طموحاً لجميع شعوب العالم». ولاحظ الأمين العام أن «مبادرات الملك عبدالله شَمِلَت كثيراً من الجوانب السياسية والأمنية والثقافية والإنسانية في العالم أجمع، والأخرى ذات العلاقة بالشأن التنموي المحلي»، ووصفه ب «رائد برنامج الغذاء العالمي» ذي العلاقة بمحاربة الجوع والفقر، منوِّهاً ب «دعمه الدائم للأمم المتحدة، الذي يؤكد سياسة المملكة الثابتة في هذا الشأن على كل الأحوال». وعن لقائه عدداً من المسؤولين السعوديين، ذكر بان كي مون أنه جرى خلال هذه اللقاءات بحث مواضيع السلام والأمن الإقليميين إلى جانب إيجاد الفرص الضامنة لتحقيق التنمية في مختلف ما يهم الإنسانية. إلى ذلك، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة من أن الوضع في سوريا يشهد تدهوراً على جميع الصُعُد، خصوصاً ما يتعلق بالوضع الإنساني الذي أوصل عدد اللاجئين في الدول المجاورة إلى 3.8 مليون لاجئ، واصفاً الأمر ب «كارثة إنسانية» تتطلب البحث الجاد من أطراف النزاع السوري عن حلول سلمية لأن العنف لن يأتي بالحلول بل إنه سيزيد الأمر سوءاً. ودعا بان كي مون الأطراف السورية المتنازعة إلى الاقتناع بالجلوس على طاولة المفاوضات وإقرار الفرص الممكنة التي تعيد الاستقرار للبلاد والمنطقة وإيقاف تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السوريون في الوقت الحالي بجميع أطيافهم، مشيراً إلى «الوقفة الصادقة والنبيلة من المملكة والكويت وباقي دول مجلس التعاون وتقديم المساعدات بسخاء للاجئين السوريين في البلدان المجاورة لسوريا». وفي موضوعٍ آخر، نوَّه الأمين العام بافتتاح المملكة قنصليةً لها في إربيل العراقية، وأعرب عن ارتياحه لهذا التطور الإيجابي في العلاقة بين السعودية والعراق «والتي سيعود مردودها بالنفع على المستوى الأمني والسياسي والتنموي في كلا البلدين».