كما كانت ليلة الجمعة قبل الماضية حزينة مطوَّقة بألم الفراق للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله.. كانت ليلة الجمعة الماضية محفوفة بالأمل والبشرى.. تسمَّر الشعب كل الشعب أمام شاشات التلفاز ليستمع إلى القرارات الملكية التي تعد الأبرز والأكثر في التغيير منذ أمد ليس بالقريب. كانت فحوى القرارات تؤكد على متانة الدولة وقوة القيادة ووضوح الرؤية لديها بعدما أُعيد النظر في المجالس العليا المتعددة. تم استحداث مجلسين مهمين أحدهما لمقتضيات الأمن والسياسة والآخر لمقتضيات الاقتصاد والتنمية، وأحسب أنهما من أهم القرارات التي صدرت في ذلك المساء المبهج. فنحن نعيش في عالم يموج بالمتغيرات والصراعات والأمن مطلب أساس؛ فلا تنمية تُبتَغى إلا باقتصاد قوي يُرتَجى ولا اقتصاد دونما أمن.. ولا أمن إلا بعمل سياسي يتناغم مع الاحتياجات الأمنية ويعمل على تحقُّقها.. كما تم دمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي في وزارة واحدة هي وزارة التعليم.. مما يعني أولوية التعليم كقضية أساسية من قضايا التنمية ومنح مزيد من الصلاحيات لمديري الجامعات والتكامل والتنسيق فيما بين مراحل التعليم لضمان التناغم بين المدخلات والمخرجات. وكان تتويج هذه القرارات بتغريدة للملك سلمان على حسابه في تويتر يخاطب بها شعبه الكريم رغم كل هذه المبشِّرات يعتذر منهم بأنهم يستحقون أكثر، وأنه مهما فعل فلن يوفِّي هذا الشعب حقه، طالباً منهم الدعاء له.. اللهم وفق عبدك سلمان بن عبدالعزيز وساعده لما فيه خير العباد والبلاد، وأدم علينا الأمن والأمان والرخاء، واحفظ بلادنا من كل سوء.