كلنا يعرف من هو الملك سلمان الإنسان والأمير والملك، رجل حمل من الخبرة واكتسب من الأحداث ما يخوِّله لقيادة إمبراطوريات بحجم الأرض، لست هنا مادحاً وإنما للوقوف بكل صدق على حقائق تشهد لها وقائع الأحداث وسطَّرها التاريخ بكل دقة. هو الملك سلمان بن عبدالعزيز أطال الله بقاءه، هو الملك الوحيد الذي عايش وعاصر أحداث المملكة والعالم منذ طفولته وحتى شبابه ورجولته منذ أن كان أميراً لإمارة الرياض العاصمة التي ارتقى بأعمدتها إلى السماء، وهي نفس الفترة التي عاصر فيها كل أحداث المنطقة العربية والسعودية من حرب فلسطين إلى حرب الخليج وحتى حرب الإرهاب وحماقات الربيع، وشارك إخوته -يرحمهم الله- في حل أزماتها وتخطي عقباتها. عاشر وعاصر خلالها الملك فيصل -يرحمه الله- وأحداث عصره مكتسباً منه الحكمة والحنكة في إدارة الأمور. ثم الملك خالد -طيب الله ثراه- وأحداث عصره، وتأسيس قواعد البناء مكتسباً حلمه وطيبته وكرمه، ثم الملك فهد -يرحمه الله- وأحداث عصره التي اتسمت بمرحلتي النهضة البنيوية الداخلية والعسكرة السياسية الخارجية التي شهدت حرب العراق على الكويت وحرب الخليج لاسترداد الكويت التي قاد تسييسها وإدارتها بفاعلية ودهاء الملك فهد يرحمه الله، وهي الميزة التي اكتسبها الملك سلمان بن عبدالعزيز من أخيه الملك فهد الذي كان حاضراً ملازماً مؤثراً فيها، ثم عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي استطاع أن يحتل عرش قلوب المواطنين السعوديين من جهة وحفظ أمن واستقرار وطنه من جهة أخرى رغم تلاطم الأحداث السياسية في الشريط العربي ورغم الحاقدين والحاسدين، وهو التحدي المستحيل الذي نجح الملك عبدالله -يرحمه الله- في تحقيقه. تلك الأحداث بمختلف حقبها الزمنية والسياسية كان الملك سلمان -أطال الله عمره- حاضراً عقلاً وجسداً وفكراً مؤثراً في تخطيها متأثراً بتفاصيلها مكتسباً خبراتها، مما جعله يتحلى بكل صفات النبل والدهاء والطيب والشجاعة والكرم والحكمة والحنكة، فهو كل الملوك في ملك. لذلك فهو الملك الوحيد الذي اكتسب كل محاسن الصفات وحكمة الحكماء ودهاء الساسة وخبرات العسكرة، وهي الصفات التي أثارها سقراط وذكرها أفلاطون في كتاب الجمهورية قسم «رسائل سياسية» للحاكم الناجح الذي يستطيع قيادة وطنه وتحقيق مجد ورفاهية شعبه وعمارة أرضه، وهي المعرفة المنطقية والواقعية التي لا غبار عليها تُخرس أفواه الحاقدين والحسودين والمشككين الذين أرادوا بلُحمتنا شتاتاً وبأمننا إرهاباً وبأرضنا دماراً وبسعادتنا ورفاهيتنا اغتصاباً.