انتهت إجازة نصف العام الدراسي وانتهت معها الفعاليات الترفيهية من أعمال فنية ومسرحية وغيرها.. أقفلت صالات العروض المسرحية أبوابها، وأزيلت الخيام في مدينتي الدماموالخبر؛ حيث شهدت بعض العروض المسرحية إقبالاً فاق القدرة العددية للصالات المخصصة للحضور؛ حيث وصل العدد إلى أكثر من 3600 مشاهد. وما حدث في الخبروالدمام حدث في مناطق أخرى.. في السنوات الثلاث الماضية بادرت أرامكو السعودية بتقديم نشاطات ثقافية وترفيهية من برامج (إثراء المعرفة)، شاركت فيها فرق عالمية وكتّاب وفنانون من أنحاء العالم، كذلك اعتدنا أن يقيم الحرس الوطني مهرجان الجنادرية الذي يحوي عديداً من الفعاليات الثقافية والفنية ومن أشهرها الأوبريت الغنائي وهو يشهد سنوياً إقبالاً جماهيرياً كبيراً، وهذا الإقبال على حضور تلك المهرجانات من قبل الأفراد والعائلات السعودية لا يعكس سوى شيء واحد ألا وهو تعطش المواطن والمقيم للرفاهية واستعداده للحضور حتى في أسوأ حالات الطقس؛ فالنفس البشرية ميالة بطبعها للفرح والمتعة.. وفي المقابل يقبل السعوديون على السفر إلى الخارج في الإجازات والأعياد بحثاً عن ذلك الفرح.. ففي إجازة عيد الفطر الماضي وصل عدد السياح السعوديين في دبي إلى 120 ألف سائح، كذلك يصل عدد السياح السعوديين الذين يعبرون إلى البحرين أكثر من 70 ألف سائح في الأعياد عَدَا الزوار بشكل يومي. يصرف السعوديون حوالي 120 مليون ريال في إجازة العيد في دبي عدا ما يصرفونه في البحرين وغيرهما. إن صناعة الفرح ليست بالضرورة أن تكون في خارج الوطن، والدليل أن المهرجانات المحلية تشهد دائماً إقبالاً جماهيرياً كبيراً، كذلك صناعة الفرح والمتعة لا تقتصر على حضور مباريات كرة القدم أو المعارض والمسابقات.. هناك أعمال فنية تخرج من البيئة تناسب طبيعة المجتمع؛ فالعروض المسرحية والسينمائية في تلك المهرجانات هي أعمال فنية تحت عين الرقيب المحلي الذي لن يسمح لها بتجاوز الخطوط الحمراء.. حبذا لو أننا لا نخدع أنفسنا؛ فالسينما موجودة والمسرح موجود لكن على استحياء، ولابد أن يكون هناك تفكير جاد لظهورهما بشكل صريح، وجعلهما وسائل ترفيه يومية وليست موسمية وبشروط المجتمع وتقاليده؛ فملايين الريالات التي يصرفها أبناؤنا في الخارج لمشاهدة عروض سينمائية وفنية قد لا تتناسب مع قيمنا الوطن أحق بها، وهي ستوفر آلاف الوظائف لأبنائنا وبناتنا.. فليشع الفرح ولينتعش العمل.