دموع تحتضن السماء، سواد يغطي الأنحاء.. وحدة، ضياع، اشتياق، قد وشى الحزن الأرجاء كطاغية يهب في الوطن، واستوطن الحزن قلوب الأوفياء، أيعقل ما حدث؟! أيمكن أن يحدث ما حدث؟! هو لم يكن ملكاً فقط بل كان أباً يحتضن أبناءه كل ليلة ليشعرهم بالأمان، يتفقد أحوال أبنائه كل حين، هو أبو الإنسانية صاحب القلب الحنون، نعلم أن الموت حق وأن الموت سنة الحياة، ولكن القلب ينفطر ولا يستطيع استيعاب ما جرى، لا يستطيع تقبل أن أبانا الذي نحب تُوفي وغادر هذه الحياة، لا يستطيع أن يفعل شيئاً سوى البكاء طيلة اليوم والإحساس بالفقد. اللهم اغفر له وارحمه، وعافهِ واعفُ عنهُ، وأكرم نزلهُ ووسع مدخلهُ، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقهِ من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيضُ من الدنس. اللهم أدخلهُ الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقةِ عذاب، اللهم آنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته، اللهم إنه في ذمتك وحبل جوارك فقِهِ فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه.