صعب أن ينسى التاريخ المواقف القوية والرائعة والجريئة للراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله -؛ حيث يشهد له بذلك القاصي والداني، كما أن ذكراه الطيبة ومحبته ومآثره ستظل في ذاكرة الشعب السعودي الوفي وفي قلب أمته الإسلامية والعربية بل والعالم أجمع، ولن ينسى أحد ما قدمه للمملكة التي شهدت في عهده نقلات نوعية وقفزات تنموية غير مسبوقة وتطورات متسارعة في شتى المجالات، جعلت المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتقدمة والكبرى في العالم بما وصلت إليه من قوى اقتصادية وعلمية ومعرفية ونهضة تنموية في وقت قياسي إذا ما قورنت بتاريخ الأمم، وكان عهد الملك عبدالله مملوءاً بالنمو والازدهار. ويأتي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مكملاً للمسيرة التنموية، وهذا دليل على تماسك العائلة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، وأنها كالبنيان المرصوص، فنحن نرى بصفتنا مواطنين أن انتقال السلطة بين ملوك المملكة جميعاً يأتي بشكل يسير، لا يكاد الشعب أن يشعر بأن هناك أيّ تغيّر، وهذا دليل على أن الحكومة قوية ومتماسكة في سياستها الخارجية والداخلية. ويتمتع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بفكر رائد وثقافة عالية لمسناها جميعاً أثناء وجوده في إمارة الرياض، وكذلك حينما أصبح ولياً للعهد، وخبراته الثرية بالمعرفة التي تمتد على مدى عقود، فضلاً عن حكمته وصبره وحنكته التي تمثل جسر تواصل لنهج ملوك المملكة العربية السعودية الذين سبقوه منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه -. وإننا بهذه المناسبة نبايع ملك هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ونقول: نبايعكم على العهد والوفاء والولاء وعلى السمع والطاعة نسير خلفكم سائلين المولى – عزَّ وجلَّ – أن يوفقكم ويسدّد خطاكم لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين.