نتذكر بكل حزن وأسى، رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونتذكر كيف قاد يرحمه الله وطنه وأمته إلى مراحل متقدمة من التطور والازدهار والتصالح مع النفس، والتمسك بدين الله وسنة نبيه.. نتذكر كيف تعامل هذا القائد الفذ بعفوية وتلقائية شديدة مع أفراد شعبه، فنال حبهم وتقديرهم.. ونتذكر كيف أوجد يرحمه الله سياسة خارجية حكيمة، تعزز احترام العالم أجمع للمملكة قيادة وشعباً.. وتطول المسيرة العطرة للملك الراحل، ولذلك لم يكن غريباً أن يحرص حتى هذه اللحظة، نحو 26 من رؤساء وأمراء وملوك الدول على المجيء إلى المملكة، لتقديم واجب العزاء، هذا بخلاف نواب الرؤساء والملوك ورؤساء الوزارات وغيرهم من المسؤولين الذين أجمعوا على أن العالم خسر أحد قادته المؤثرين، فله منا الدعاء بالرحمة والمغفرة، ونطلب من الله أن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان على فراقه. وتكمل المملكة مسيرتها، بانطلاق مرحلة جديدة في تاريخها.. مرحلة خلَّاقة لآفاق أكبر وأوسع لجميع مناحي الحياة السعودية الداخلية والخارجية، فمن منّا لا يعرف سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ودوره في القيادة والإصلاح والازدهار والتطور في عهد الملوك السابقين، فمما لا شك فيه أنه سيعطي كل ملفٍ حقه من الدراسة والخطط لتكون مرحلته يحفظه الله مرحلة مليئة بالتقدم العلمي واقتصاد المعرفة والنمو في كل المجالات. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله وسدد خطاه هو المفكر والسياسي المحنك والاقتصادي الخبير، ويسانده ولي عهده الأمين الذي يرسم الخطوات الصحيحة لراحة المواطن، ويعاونهم ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، فويلٌ للمنافقين وويلٌ للمفسدين ثم ويلٌ للخائنين، فمَنْ يبطن الشر ويعبث في أمن البلاد وخيرها، فله من ابن قاهر الإرهاب ما يستحق. متيقنين بأننا سنرى الأيام القادمة رغداً أكثر، وحلاً لكل مشكلة، وباباً مفتوحاً للصغير قبل الكبير، فهكذا تعودنا من أبناء الملك المؤسس، وهكذا رأينا في سلمان الوفاء.