ردَّت اليابان على شروط تنظيم «داعش» للإفراج عن رهينتين يابانيين بإعلانها تقديم دعمٍ مالي لجهود مكافحة الإرهاب ورفضها الرضوخ لمطالب المتطرفين. وأعلن وزير خارجيتها، فوميو كيشيدا، أمس أن بلاده ستقدِّم دعماً مالياً لجهود مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وإفريقيا حيث تتمركز مجموعات من الإرهابيين. في غضون ذلك، أدان رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، التهديد «غير المقبول» من قِبَل «داعش» بقتل الرهينتين وطالب بالإفراج الفوري عنهما، فيما اشترط التنظيم المتطرف الحصول على 200 مليون دولار كقيمة فدية وحدد مهلة 72 ساعة يضغط فيها اليابانيون على حكومتهم لوقف دعم التحالف الدولي ضد هذه المجموعة المتشددة التي سيطرت على مساحات واسعة في العراق وسوريا منتهجةً أساليب وحشية. وخلال مؤتمر صحفي في بروكسل، قال كيشيدا إن طوكيو ستقدم 7.5 مليون دولار لدعم جهود مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي «لأن الإرهاب مازال يمثل تحدياً كبيراً يجب أن يبذل المجتمع الدولي قصارى جهده لمواجهته». وأوضح أن المبلغ الذي ستقدمه بلاده سيساعد المنظمات الدولية في بناء قدرة لمكافحة الإرهاب في إفريقيا والشرق الأوسط حيث ينشط تنظيم الدولة والإرهابيون الآخرون»، مشيراً إلى ضرورة زيادة التنسيق مع الدول الإسلامية في مكافحة التشدد ومشدداً على أن «محاربة الإرهاب لا تعني محاربة الإسلام بالطبع». وعلى المستوى المحلي، ذكر كيشيدا أن اليابان ستعزز الإجراءات الداخلية مثل وقف تمويل الإرهابيين والسيطرة على الهجرة. وبحسبه، ستجعل طوكيو مكافحة الإرهاب أولوية لها خلال رئاستها لمجموعة السبعة عام 2016. وزار كيشيدا فرنسا قبل توجهه إلى بروكسل في إطار جولة تشمل 4 دول بدأت بالهند وتنتهي ببريطانيا. في الوقت نفسه، تعهد رئيس الوزراء آبي ببذل أقصى ما في وسعه لتأمين إطلاق الرهينتين اليابانيين لدى «داعش»، ووصف تهديد الأخير بقتلهما ب «غير المقبول»، مطالباً بالإفراج الفوري عنهما. وأكد آبي، في تصريحاتٍ صحفية أمس على هامش جولته في الشرق الأوسط، أن طوكيو لا تزال تحاول التحقق من مدى صحة فيديو التهديد، منبِّهاً في الوقت نفسه إلى «وجوب رد المجتمع الدولي بقوة والتعاون دون الرضوخ للإرهاب». وهذه هي المرة الأولى التي يهدد فيها التنظيم بتصفية يابانيين. في السياق ذاته، ذكرت وكالة أنباء «كيودو» اليابانية أن رئيس الوزراء ألغى جزءاً من جولته. وكان «داعش» بث أمس شريطاً مصوراً على الإنترنت يُظهِرَ الرهينتين اليابانيين ويهدد بقتلهما ما لم يحصل على فدية قدرها 200 مليون دولار. وظهر في الشريط رجل ملثم يرتدي ملابس سوداء ويلوِّح بسكين وهو يقف في منطقة صحراوية وبجواره رجلان يرتديان ملابس برتقالية اللون. وذكر الملثم أن أمام اليابانيين 72 ساعة للضغط على حكومتهم لوقف دعمها قوة المهام المشتركة التي تقودها الولاياتالمتحدة وتشن حملة عسكرية ضد التنظيم المتطرف. وخاطب الرجل الذي كان يتحدث بالإنجليزية رئيس الوزراء الياباني قائلاً «إلى رئيس وزراء اليابان.. رغم أنك تبعد عن الدولة الإسلامية 8500 كيلو متر، فإنك قد تطوعت بإرادتك للدخول في هذه الحملة»، مطالباً إياه بدفع مبلغ «200 مليون» دون تحديد العملة، لكن الترجمة العربية المرافقة لتسجيل الفيديو أسفل الشاشة كتبت «بالدولار». وبحسب التسجيل المصور الذي لم يحمل أي تاريخ، فإن الرجلين اليابانيين هما هارونا يوكاوا وكينجي جوتو. ويأتي بث التسجيل بعد أيام من تعهد شينزو آبي خلال زيارته القاهرة في 17 يناير الجاري بتقديم مساعدات غير عسكرية حجمها نحو 200 مليون دولار لدول الشرق الأوسط. وخلال وجوده في القدس أمس، أشار آبي إلى الأهداف الإنسانية للمساعدات التي ستُقدَّم لدول الشرق الأوسط، وقال إن بلاده ستستمر في المساهمة في إحلال السلام في المنطقة، متعهداً «سنتعاون مع المجتمع الدولي من الآن فصاعداً وسنساهم بشكل أكبر في سلام ورخاء المنطقة، لن نغير هذه السياسة». وفي طوكيو، اجتمع مجلس الوزراء لبحث رد الحكومة على هذا التسجيل المصور. وجوتو، أحد الرهينتين، مراسل حر يتمركز في طوكيو وكتب كتباً عن الإيدز والأطفال في مناطق الحروب من أفغانستان إلى إفريقيا، كما كان يعمل مراسلاً لشبكات إخبارية في اليابان. وفي أغسطس الماضي، قال جوتو إنه التقى يوكاوا «الرهينة الآخر» في 2013 وإن الأخير ساعده على السفر إلى العراق في يونيو من العام الفائت. وسافر يوكاوا (43 عاماً) إلى العراق وسوريا العام الماضي بعد أن أبلغ أصدقاءه وعائلته أنه يعتقد أن هذه هي فرصته الأخيرة لتحسين حياته. وقال والده لصحيفة على الإنترنت إن «يوكاوا خسر خلال العقد الماضي عمله نتيجة الإفلاس وتوفيت زوجته بعد مرضها بالسرطان وأصبح مشرداً». وليس لوالد يوكاوا علم بما كان يفعله ابنه في العراق، ورفض التعليق، قائلاً إنه صُدِمَ عند سماع الخبر.