دخل بابا الكنيسة الكاثوليكية على خط أزمة الرسوم المسيئة للإسلام التي نشرتها صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية أمس الأول بعد أسبوعٍ من هجومٍ على مكاتبها خلَّف 12 قتيلاً. وفي حين دافع البابا فرنسيس، في تصريحات صحفية من على متن طائرةٍ حملته أمس من سيرلانكا إلى الفلبين، عن حرية التعبير، اعتبر أنه من الخطأ استفزاز الآخرين بإهانة معتقداتهم وأنه «ينبغي أن يتوقع المرء رد فعل على هذا الاستفزاز». وقال «أعتقد أن حرية الأديان وحرية التعبير من حقوق الإنسان الأساسية، الكل يتمتع بالحرية والحق لكن أيضاً مع الالتزام بما يفكر فيه من أجل الصالح العام، لدينا الحق أن نتمتع بهذه الحرية بشكل مفتوح دون الإساءة». ولتوضيح وجهة نظره، التفت فرنسيس إلى أحد مساعديه وقال «صحيح أن المرء ينبغي عليه ألا يقوم بردود فعل عنيفة، لكن رغم أننا أصدقاء جيدون فإنه لو سبَّ أمي لينتظر مني لكمة، هذا أمر طبيعي»، مشدداً على أنه «لا يمكنك أن تسخر من العقيدة أو تهينها». في المقابل، أكدت وزيرة العدل الفرنسية، كريستيان توبيرا، أنه «في فرنسا يمكن رسم كل شيء حتى الأنبياء» وأشارت إلى تمسكها بما سمته «الحق في السخرية من كل الأديان»، وذلك غداة نشر رسم كاريكاتيري جديد مسيء للإسلام على الصفحة الأولى ل «شارلي إيبدو» التي اعتادت الأمر لسنوات. وقالت الوزيرة، خلال مراسم تشييع أحد الرسامين الذين قُتِلوا في الاعتداء على الصحيفة قبل أسبوع، إنه «يمكننا أن نرسم كل شيء حتى الأنبياء، لأننا في فرنسا لدينا الحق بالسخرية من كل الأديان». بدورها، انتقدت الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول محمد (صلّى الله عليه وسلّم) معاودة «شارلي إيبدو» نشر رسوم مسيئة للإسلام، ووصفت هذا التصرف ب «مرفوض بكل الأحوال»، محذِّرةً من أن يترتب عليه إثارة الأحقاد والقلاقل. واعتبرت الأمانة، في بيانٍ صدر عنها أمس، أن أسلوب الصحيفة الفرنسية «ليس من الحرية في شيء، بل مخالف للحكمة والمنطق»، ورأت أن ما أقدمت عليه الصحيفة في عددها الأخير يعد «استمراراً لمسلكها الخاطئ تحت ستار الحرية، وهو في الحين نفسه إساءة لمشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين في العالم «. ودعا البيان من سماهم ب «العقلاء» إلى «أن يتنادوا في كل مكان لكفِّ هذه الإساءات»، محذرةً «مما قد يترتب على هذا الأمر من إثارة الأحقاد والقلاقل». في الوقت نفسه، دعا البيان المسلمين في كل مكان خاصةً في فرنسا إلى «التعامل الحكيم مع هذه الإساءات، بعيداً عن العنف والاعتداء، ولكن بأخلاق الإسلام القائمة على الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن». وبحسب البيان، فإن الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول، ومقرها مكةالمكرمة، ستطرح مبادرة عملية للتعريف بالقيم الأخلاقية والعلاقات الإنسانية في السيرة النبوية من خلال تدشينها ترجمة فرنسية للموسوعة الميسرة في التعريف بالنبي (صلَّى الله عليه وسلَّم).