في وقتٍ تجمَّعت أمس حشود بشرية هائلة في باريس ضمَّت زعماء دول للتنديد بالهجوم الذي وقع على مقر صحيفة «شارلي إيبدو» وخلَّف 12 قتيلاً، أعلن وزير العدل الأمريكي أن بلاده ستستضيف قمة عالمية في 18 فبراير المقبل لبحث سبل «محاربة التطرف في العالم». وأوضح الوزير إريك هولدر، خلال وجوده أمس في باريس، أن القمة ستُعقَد في واشنطن و»سترمي إلى توحيد إمكاناتنا». وتوقَّع هولدر أن ينتصر العالم على الإرهاب إذا عَمِلَت الدول سوياً، وقال «إذا عملنا معاً من خلال تقاسم معلوماتنا ومواردنا سنكون في نهاية المطاف قادرين على الانتصار على الذين يحاربوننا ويحاربون قيمنا الأساسية». في السياق نفسه، أعلن البيت الأبيض أن قمة 18 فبراير ستسلِّط الضوء على «الجهود المبذولة على المستويين الداخلي والدولي لمنع المتطرفين وأنصارهم من التشدد وتجنيد أفراد أو مجموعات في الولاياتالمتحدة أو في بلد آخر بهدف ارتكاب أعمال عنف». واعتبر البيت الأبيض أن «هذه المبادرات باتت ملحَّة في ضوء الهجمات الأخيرة المأساوية في أوتاوا وسيدني وباريس». و «ستبحث القمة أيضاً مواضيع تحمُّل القادة الروحيين مسؤولياتهم ودور القطاع الخاص والتكنولوجيات في الإطار ذاته»، بحسب البيان. وكان الوزير هولدر اتفق مع 11 من وزراء الداخلية الأوروبيين خلال اجتماعٍ أمس في باريس؛ على تعزيز مكافحة الإرهاب خصوصاً بمزيدٍ من التشدُّد في مراقبة الحدود الداخلية للاتحاد الأوروبي. كما رأى الوزراء المجتمعون في العاصمة الفرنسية أن «التعاون مع مشغِّلي الإنترنت بات أمراً ملحَّاً لكشف وسحب كل ما ينشر ويحرض على الحقد والقتل». وبحسب تصريحات لهولدر أمس، فإن «الولاياتالمتحدة «في حالة حرب مع الإرهابيين الذين يقترفون أعمالاً عنيفة ويستخدمون الإسلام لتبرير أفعالهم» وإن «على الأمريكيين أن يشعروا أنهم في مأمن من الهجمات الفردية». من جهته، توقَّع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن يظل عنف المتطرفين يشكل تهديداً لعدة سنوات قادمة. وقال كاميرون في تصريح للتليفزيون البريطاني تزامن مع انضمامه إلى مسيرة باريس «نحن في بريطانيا نواجه تهديدا مماثلا هو تهديد التطرف المتعصب، وهو تهديد عاش معنا عدة سنوات وأعتقد أنه سيستمر معنا لعدة سنوات قادمة». وشدد رئيس الوزراء البريطاني على ضرورة مواجهة بلاده هذا التهديد «بكل الطرق الممكنة»، مؤكداً أهمية دراسة الأحداث التي وقعت في فرنسا للتعلم منها.