كثيراً ماينتابني شعور بأن القائمين على الشأن الاجتماعي وتخطيط المدن هم أناس فضائيون يعيشون في كوكب آخر بعيداً عن هموم ومعاناة أفراد المجتمع.. فعندما تتجول في مدننا وخاصة الكبرى منها يمكنك ملاحظة نقص كثير من الخدمات التي تعتبر من الضروريات التي يفترض وجودها رأفة بالمشاة والجائلين.. ففي مدينة كالرياض أو الدمام تنتابك حالة من الرعب وأنت تحاول عبور كثير من الشوارع مشياً على الأقدام خاصة التي تسمح بقيادة السيارات بسرعة عالية.. لماذا؟ لأنه لاتوجد هناك أنفاق أو جسور للمشاة وإن وجد جسر فهو واحد في شارع يحتاج 10 ولم يصمم بطريقة تسهل عملية الصعود خاصة لكبار السن.. ولو كنت أميناً لمدينة الدمام لما ودَّعت منصبي قبل أن أحوّل هذه المدينة إلى واحدة من أجمل مدن الخليج العربي ولأنشأت مئات الأنفاق وجسور المشاة بأفضل التصاميم ومزودة بالمصاعد الكهربائية ولجعلت تلك الخدمة ترتبط بإسمي تاريخياً ولعممت دورات المياه في كل مكان ولشجعت بناء مواقف السيارات في كل المناطق التي تشهد ازدحاماً.. بيد.. أي أمين كثير من الصلاحيات وميزانية كبيرة تمكنه من تحقيق أحلام أبناء تلك المدن.. يستطيع أن يحوّلها إلى مدينة مبهرة بخدماتها ونظافتها وجمالها.. فليس من المعقول أن تقذف أمام كل 4 منازل برميل زبالة بحجم صغير لا يكفي زبالة منزل واحد.. وليس من المعقول أن يموت الناس في حوادث مرورية لأنهم لايجدون نفقاً أو جسراً لعبور الشارع وليس من المعقول أن تدمر مركبات المارة بسبب المطبات ورداءة الشوارع الناتجة عن التكسير المستمر والسفلتة الرديئة.. وليس من المعقول أيضاً أن تكون أعمال الإنشاءات والصيانة بهذا البطء الذي جعل من الدمام مدينة مخنوقة.. ولا أشك أبداً أن لدى الأمين مسؤوليات وأولويات لكن الناس تريد أن ترى مدينتها بمستوى المدن العالمية في الخدمات وسهولة الحركة والتمتع بما فيها من تسهيلات وترفيه خاصة ونحن نسمع أن هناك توجهاً جاداً لجعل الدمام منطقة سياحية منافسة لمدن دول الخلج وهي تستحق أن تكون كذلك لأن بها كل المقومات التي تجعلها كذلك وخاصة موقعها الجغرافي.