سؤال يراود كل شخص تفكَّر في نفسه وفي إعجاز خلق الله له. من أنا؟ وما هي نقاط ضعفي وقوتي، ما الذي يؤثر فيّ وفي قناعاتي؟ من أنا؟ وماهي نظرتي للحياة، وما هي طريقتي في حكمي على الآخرين؟ من أنا؟ وما الذي يحزنني، ومن الذي يسعدنيّ؟ من أنا؟ وكم شخصاً أحتاج في حياتي حتى أستطيع التوازن؟ من أنا؟ وما مدى عمق علاقتي بخالقي، وقيامي بفروضي الدينية على أكمل وجه؟ من أنا؟ سؤال مهما تعمق فيه الشخص وحاول معرفة كل ما يتعلق به وبكيانه وبشخصيته ودوره في هذه الحياة لن يصل إلى إجابة كاملة شافية، بل ستظل هناك عديد من الأمور التي يكتشفها الشخص الإنسان في ذاته كل يوم وكلما تقدم به العمر وفي كل حالات الإنسان يظل يفهم ويتعلم عن نفسه كثيرا. من أنا؟ نحتاج لأكثر من عمر حتى نستطيع أن نصل معها للجواب الأخير. من أنا؟ قد لا نجد لها جواباً ولكن من يسأل من أنت! هل فرغ من نفسه حتى يسأل غيره هذا السؤال؟ من يشغل نفسه بالآخرين والسؤال عن ديانتهم ومذهبهم وعرقهم ولونهم وطريقة عيشهم!. يتفرغ بعضهم لمراقبة حياة الآخرين والحقد على الآخرين والتدخل في نياتهم، ومعتقداتهم وطريقة عيشهم وبعضهم يتدخل في شؤونهم ولومهم وتصحيح أخطائهم ومحاسبتهم، وأخيراً وصل الأمر إلى إزهاق أرواحهم فقط لأنهم مختلفون، ولأنهم اعتنقوا ما يوافقهم. (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) لم يرغم الدين الإسلامي على إكراه الناس في إسلامهم، فما هو الوضع مع من يرغمون الآخرين على تغيير طريقة عيشهم وحياتهم!