من بين جميع المدربين المشاركين في بطولة كأس آسيا لكرة القدم التي تنطلق فعالياتها في أستراليا يوم الجمعة المقبل، يبرز الروماني كوزمين أولاريو كأكثر المدربين الذين يخوضون البطولة تحت ضغوط شديدة. ولا تقتصر الضغوط أو معاناة كوزمين على الفترة القصيرة التي قضاها مع الفريق، والتي تقل عن 3 أسابيع، حيث يشاركه في هذا مدربون آخرون، لكن الأمر يمتد إلى حجم التوقعات الملقاة على عاتقه قبل خوض هذه البطولة. كما يحمل كوزمين على عاتقه مهمة أخرى لم يكلف بها ولكنها تبدو ظاهرة للمتابعين، حيث يحتاج إلى قيادة الفريق للنجاح في البطولة القارية لتخفيف الضغوط والانتقادات الموجهة لمسؤولي الاتحاد السعودي للعبة على تأخرهم في تغيير الإدارة الفنية للفريق. ولم يكن رحيل المدرب الإسباني خوان لوبيز كارو عن تدريب الفريق مفاجأة كبيرة، لاسيما أنه لم يحظَ بالتأييد الجماهيري أو الإعلامي منذ توليه المسؤولية مطلع عام 2013 خلفاً للهولندي فرانك ريكارد. ومع بداية مسيرة الفريق في بطولة كأس الخليج الثانية والعشرين «خليجي 22» وعدم تقديم العروض القوية، تزايدت نغمة رحيل المدرب، لاسيما أن المنتخب السعودي اشتُهر على مدار السنوات الماضية بأنه من أقل المنتخبات صبراً على المدربين. ولهذا، كانت الهزيمة أمام المنتخب القطري في نهائي «خليجي 22» بمنزلة القشة التي قصمت ظهر البعير وأكدت رحيل لوبيز كارو. وأسند الاتحاد السعودي للعبة إدارة المنتخب إلى كوزمين أولاريو الذي ترك تدريب أهلي دبي الإماراتي مؤقتاً ووافق على قبول المهمة الصعبة في توقيت عصيب، لكنه يمتلك الخبرة لقيادة الفريق بنجاح في البطولة الآسيوية. وأكدت «خليجي 22» أن المنتخب السعودي يمتلك عديداً من المواهب الرائعة في مختلف المراكز بالفريق، وأن هذه المواهب تحتاج فقط إلى التوظيف الجيد، حيث كانت سمة الأداء في البطولة الخليجية هي الحلول الفردية بعيداً عن الأداء الخططي المنظم الذي كان الفريق في أمس الحاجة إليه، خاصة في المباراة النهائية. ومن ثم، برزت أهمية التغيير في الإدارة الفنية للفريق وإسناد المهمة لمدرب كبير مثل كوزمين أثبت نجاحه من قبل. ولا يزال كوزمين في الخامسة والأربعين من عمره، لكنه ترك بصمة رائعة على مدار مسيرته التدريبية التي بدأت عام 2000، حيث حقق النجاح مع معظم الأندية التي عمل معها. وإلى جانب تألقه سابقاً كلاعب وفوزه مع سوون بلو وينجز بألقاب الدوري والكأس وكأس السوبر في كوريا، شهدت مسيرة كوزمين التدريبية نجاحاً باهراً، حيث فاز بلقب الدوري المحلي مع 4 أندية في 3 بلدان مختلفة. وكانت بداية هذه الألقاب مع فريق ستيوا بوخارست أحد أبرز وأشهر الأندية الرومانية، حيث فاز معه بالدوري في موسم 2005/2006 وكأس السوبر الروماني في 2006. وشق كوزمين طريقه إلى منطقة الخليج في 2007، حيث تولى تدريب الهلال السعودي وقاده للفوز بلقب الدوري السعودي في موسم 2007/2008 وللقبين متتاليين في كأس ولي العهد، ثم انتقل لتدريب السد القطري وفاز معه بلقب كأس نجوم قطر قبل أن يتجه لتدريب العين الإماراتي ويفوز معه بالدوري في موسمين متتاليين وبلقب كأس السوبر الإماراتي في 2012. وحافظ كوزمين على لقب السوبر مع فريقه التالي أهلي دبي، وذلك في 2013 قبل أن يقود الفريق لثنائية الدوري وكأس الدوري في موسم 2013/2014. ولم يتردد كوزمين كثيراً في قبول المهمة الصعبة مع المنتخب السعودي لخبرته السابقة في الكرة السعودية خاصة عن طريق تدريب الهلال وبالكرة الخليجية والآسيوية من عمله سنوات في منطقة الخليج. ورغم قصر المدة التي قضاها مع الفريق وضيق الوقت قبل البطولة الآسيوية، يدرك كوزمين جيداً أن هذه الأمور لن تكون مبرراً له في حالة عدم التوفيق، ولهذا فإنه يضع صوب عينيه ضرورة تحقيق النجاح في البطولة الآسيوية وبلوغ المربع الذهبي على الأقل، لأنه يؤكد دائماً أن إسعاد الجماهير السعودية هو هدفه الأساس.