من بين جميع المدربين المشاركين في بطولة كأس آسيا لكرة القدم التي تستضيفها أستراليا، يبرز الروماني كوزمين أولاريو كأكثر المدربين الذين يخوضون البطولة تحت ضغوط شديدة. ولا تقتصر الضغوط أو معاناة كوزمين على الفترة القصيرة التي قضاها مع الفريق والتي تقل عن ثلاثة أسابيع حيث يشاركه في هذا مدربون آخرون، لكن الأمر يمتد إلى حجم التوقعات الملقاة على عاتقه قبل خوض هذه البطولة. كما يحمل كوزمين على عاتقه مهمة أخرى لم يكلف بها ولكنها تبدو واضحة تماما للمتابعين، حيث يحتاج إلى قيادة الفريق للنجاح في البطولة القارية لتخفيف الضغوط والانتقادات الموجهة لمسؤولي الاتحاد السعودي للعبة على تأخرهم في تغيير الإدارة الفنية للفريق. فمع بداية مسيرة الفريق في بطولة كأس الخليج الثانية والعشرين "خليجي 22" وعدم تقديم العروض القوية، تزايدت نغمة رحيل المدرب، ولهذا كانت الهزيمة أمام المنتخب القطري في النهائي بمثابة القشة التي أكدت رحيل لوبيز كارو، ليخلفه كوزمين أولاريو الذي ترك تدريب أهلي دبي الإماراتي ووافق على قبول المهمة الصعبة في توقيت عصيب. وأكدت بطولة "خليجي 22" أن المنتخب السعودي يمتلك العديد من المواهب الرائعة في مختلف المراكز بالفريق، لذلك برزت أهمية تغيير الإدارة الفنية للفريق وإسناد المهمة لمدرب مثل كوزمين أثبت نجاحة من قبل. ولا يزال كوزمين في الخامسة والأربعين من عمره، لكنه ترك بصمة رائعة على مدار مسيرته التدريبية التي بدأت عام 2000، حيث حقق النجاح مع معظم الأندية التي عمل معها. وإلى جانب تألقه سابقا كلاعب، وفوزه مع سوون بلو وينجز بألقاب الدوري والكأس وكأس السوبر في كوريا، شهدت مسيرة كوزمين التدريبية نجاحا باهرا حيث فاز بلقب الدوري مع أربعة أندية في ثلاثة بلدان مختلفة. كانت بداية هذه الألقاب مع فريق ستيوا بوخارست أحد أبرز وأشهر الأندية الرومانية حيث فاز معه بالدوري في موسم 2005/2006 وكأس السوبر الروماني في 2006. وشق كوزمين طريقه إلى منطقة الخليج في 2007 حيث تولى تدريب الهلال السعودي وقاده للفوز بلقب الدوري السعودي في موسم 2007/2008 وللقبين متتاليين في كأس ولي العهد، ثم انتقل لتدريب السد القطري وفاز معه بلقب كأس نجوم قطر، قبل أن يتجه لتدريب العين الإماراتي ويفوز معه بالدوري في موسمين متتاليين وبلقب كأس السوبر الإماراتي في 2012. وحافظ كوزمين على لقب السوبر مع فريقه التالي أهلي دبي وذلك في 2013 قبل أن يقود الفريق لثنائية الدوري وكأس الدوري في موسم 2013/2014. ولم يتردد كوزمين كثيرا في قبول المهمة الصعبة مع المنتخب السعودي لخبرته السابقة بالكرة السعودية، خاصة عن طريق تدريب الهلال وبالكرة الخليجية والآسيوية من عمله لسنوات في منطقة الخليج. وبرغم قصر المدة التي قضاها مع الفريق وضيق الوقت قبل البطولة الآسيوية، يدرك كوزمين جيدا أن هذه الأمور لن تكون مبررا له في حالة عدم التوفيق؛ لهذا فإنه يضع نصب عينيه ضرورة تحقيق النجاح في البطولة الآسيوية وبلوغ المربع الذهبي على الأقل، لأنه يؤكد دائما أن إسعاد الجماهير السعودية هو هدفه الأساسي.