ليست المرة الأولى التي يقوم فيها «داعش» الإرهابي بإعدام قياديين في التنظيم، فأمس أعدم هذا التنظيم ثلاثة من قيادييه في مدينة الموصل بتهمة الخيانة، وقبل ذلك نفَّذ التنظيم عدداً من الإعدامات بحق عشرات من قيادييه، كما أعدم قياديين انضموا إليه من تنظيمات إرهابية أخرى، ونفذ الإعدام بعديد من عناصره بذرائع متنوعة، هي مرحلة يمر بها هذا التنظيم. قبل أيام تناقلت وسائل إعلامية خبر إعدام داعش عشرات من عناصره الأجانب كانوا يريدون العودة إلى أوطانهم بعد أن اكتشفوا الخديعة التي تروج لها داعش عن دولة الخلافة. دول غربية وأجهزة استخبارات إقليمية تسهل لكل من يعتقد أنه يلتقي مع فكر داعش، ويريد الانضمام إلى التنظيم، لكن لا يجد هؤلاء الشباب أمامهم سوى خيار واحد هو الموت، فإما أن يقتلوا في معارك داعش، أو أن التنظيم يجد تهمة للتخلص منهم ويقتلهم. تنظيم داعش الإرهابي وعلى الرغم من كل الإعلام الذي وظف للترويج له لايمكن أن يتجاوز الدور والوظيفة التي وجد من أجلها، جمع الإرهابيين من جميع أنحاء العالم لتصفيتهم إما في معاركه المفتوحة أو حكم الإعدام الذي يقره البغدادي، وقادة التنظيم لايريدون تأسيس دولة بل يريدون فقط تحقيق الأجندة التي وجد هذا التنظيم لأجلها. دور داعش لا يتعدَّى خلط الأوراق في سوريا والعراق والتلويح بزعزعة الأمن في مناطق أخرى، وإثارة الفوضى واختراق الحدود أو انهيارها هي وظيفة هذا التنظيم، واستدراج الشباب ممن تأثروا بشعارات داعش عن الإسلام ودولة الخلافة المزعومة، ما يضع هؤلاء الشباب أمام خيار واحد هو الموت المحقق، لإجبارهم على الاستمرار والقتال إلى جانب داعش ريثما ينتهي الدور، فيغيب القادة كما غاب قادة تنظيمات إرهابية أخرى قبل أن يتم اغتيالهم وتصفيتهم بشكل نهائي. استمرار تصفية داعش قادته وعناصره يؤشر على أن العد العكسي لوجود هذا التنظيم قد بدأ.