ارتفعت حصيلة قتلى سيطرة «داعش» على حقل شاعر للغاز وسط سورية إلى 270 قتيلاً على الأقل، أعدم الكثير منهم ميدانياً، في الهجوم الأكثر دموية في سورية يشنه هذا التنظيم الذي سيطر على مناطق من العراق. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن القوات النظامية تشن منذ مساء الجمعة عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على الحقل، ما أدى إلى مقتل 40 عنصراً من «الدولة الإسلامية» و11 جندياً من القوات النظامية. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، إن حصيلة الهجوم الذي وقع الخميس ارتفعت إلى 270 قتيلاً على الأقل، بينهم 11 مدنياً، والباقون من عناصر القوات النظامية و «قوات الدفاع الوطني» والحراس. وأشار إلى أن عدداً كبيراً من هؤلاء أعدم بالرصاص، بينما قتل الآخرون في المعركة. إلى ذلك، لا يزال مصير 90 شخصاً آخرين كانوا موجودين في الحقل الواقع في الريف الشرقي لمحافظة حمص، مجهولاً. وقال عبدالرحمن ل «فرانس برس»: «هذا هو الهجوم الأكثر دموية ينفذه عناصر الدولة الإسلامية في سورية»، منذ ظهور هذا التنظيم في البلاد العام الماضي، موضحاً أن الهجوم «نفذه مئات المقاتلين عبر أربعة محاور». وقال «المرصد» إن القوات النظامية حققت تقدماً خلال عملية عسكرية بدأتها مساء الجمعة، مشيراً إلى أن هذه القوات «استعادت السيطرة على أجزاء من الحقل». وأدت هذه العملية إلى مقتل 40 مقاتلاً من «الدولة الإسلامية»، إضافة إلى 11 عنصراً على الأقل من القوات النظامية وعشرات الجرحى، نقلوا إلى مستشفى في مدينة حمص. وفي حين لم تنشر وسائل الإعلام السورية الرسمية أي خبر عن الهجوم على الحقل، تداولت صفحات موالية لنظام الرئيس بشار الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لجثث قالت إنها تعود لقتلى حقل النفط في جبل الشاعر في بادية حمص، وفق صفحة «شبكة أخبار حمص الأسد المؤيدة» على موقع «فايسبوك». وقال «المرصد» إن عناصر من «الدولة الإسلامية» قاموا برجم امرأة حتى الموت في شمال سورية بتهمة «الزنى»، للمرة الثانية خلال 24 ساعة. وأضاف: «نفذت الدولة الإسلامية للمرة الثانية خلال 24 ساعة، حد الرجم بحق امرأة أخرى من مدينة الرقة ليل أمس (الجمعة) بتهمة «الزنى» في ساحة قرب الملعب البلدي في مدينة الرقة، حيث رجمها مقاتلون من الدولة الإسلامية، حتى الموت». وأشار إلى أن «أهالي المدينة رفضوا المشاركة في عملية الرجم، فنفذها حصراً عناصر من الدولة الإسلامية» بعد إحضار سيارة مليئة بالحجارة. وكان عناصر التنظيم قاموا ليل الخميس برجم امرأة في مدينة الطبقة في ريف الرقة، للتهمة ذاتها، وذلك للمرة الأولى منذ ظهور التنظيم في سورية. وظهر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في سورية في ربيع 2013، كامتداد لتنظيم «دولة العراق الإسلامية» بزعامة أبو بكر البغدادي. وقوبل بداية باستحسان من مقاتلي المعارضة السورية الباحثين عن أية مساعدة ضد القوات النظامية. إلا أن هذه النظرة سرعان ما تبدلت مع لجوء عناصر التنظيم إلى تجاوزات شملت أعمال خطف وقتل وإعدامات ميدانية في حق ناشطين وغيرهم، والتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية، والتفرد بالسيطرة حيث يوجدون. وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» قبل حوالى أسبوعين إقامة «الخلافة الإسلامية»، مطلقاً على نفسه «الدولة الإسلامية»، ونصب البغدادي «خليفة». وعزز التنظيم مناطق سيطرته في شمال سورية وشرقها خلال الأسابيع الماضية، تزامناً مع الهجوم الكاسح الذي يشنه منذ أكثر من شهر في العراق وسيطرته على مناطق واسعة في شماله وغربه. إلى ذلك، تم الإعلان عن تشكيل لواء «الشهيد فرات» الذي يضم 100 مقاتل ومقاتلة من «حركة الشبيبة الديموقراطية الوطنية» و «حركة المرأة الديموقراطية الوطنية» في المناطق الكردية جنوب شرقي تركيا، للمجيء إلى مدينة عين العرب (كوباني) للمشاركة في القتال إلى جانب «وحدات حماية الشعب الكردي» ضد «الدولة الإسلامية».