أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، أن أعراض الناس مستورة ومصونة وعوراتهم مستورة، ومن حاول كشف عوراتهم أو البحث عن زلاتهم سلط الله عليه من يبحث عن زلاته وخطواته ولو في عقر داره. مستشهداً بقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه «يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فمن تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته أخزاه ولو في جوف داره». وأوضح المفتي في خطبة الجمعة أمس من جامع الإمام تركي بن عبدالله أن الفضيحة ونشر عيوب الناس من الأمور الخطيرة، ففي الأثر يقول صلى الله عليه وسلم «لا تظهر الشماتة في أخيك فيعافيه الله ويبتليك»، داعياً المسلمين إلى السعي في الخير وإعراض اللسان عن النميمة والغيبة والرذيلة وتتبع عورات الناس ونشر الفواحش بينهم؛ لأن ذلك من عادات المنافقين وليس من أخلاق المسلمين. وأكد أنه لا يجوز كذلك اتخاذ عيوب العلماء والأمراء مجالاً للتحدث بها بالكلام السيِّئ وإطلاق الاتهامات الباطلة بغير حق، لأن الفساد ما بين الولاة والعامة يفجع الناس في أمر دنياهم وإخلال أمنهم، والفساد بين العامة والقادة يفتن الناس في دينهم ويبقى الناس لا عالم يستفتونه ولا قائد يطيعونه وكل هذا من البلاء. وقال إن النصيحة لها أبواب وآداب وأهداف، وللفضيحة طرقها وأسبابها، فالناصح ساتر دعا إلى الله، والفاضح ناشر فرح بالأخطاء. مشيراً إلى أن من محاسن هذا الدين ما جاء به من ستر للمعاصي والذنوب وعدم تتبع العورات وكشف الأستار ونشرها لأن الإسلام يحث على عدم كشف المساوئ وإخفاء العيوب، وتمكين العصاة والمذنبين من التوبة إلى الله فيما بينهم وبين الله من غير أن يفضحهم أحد في ذلك. يقول الله جل وعلا في محكم التنزيل «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون». وقال إن من إشاعة الفاحشة الكشف عن عورات الناس وتتبع زلاتهم وعثراتهم لنشرها والاستئناس بها، وكل هذا من خطوات الشيطان. يقول الله جل وعلا «يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً» قال بعض العلماء: في هذه الآية نهي عن كشف عورات مستورة وتتبع عيوب الناس.