صوّت أغلبية التونسيين للباجي قايد السبسي ليكون أول رئيس منتخب بعد الثورة التي أطاحت بالحكم السابق، ورغم أن منافس السبسي منصف المرزوقي يعتبر نفسه ممثلاً للثورة فإن التونسيين صوَّتوا للسبسي، فهل يعني أن الثورة انقسمت أم أن التصويت جاء ليصحح مسارها بعد حكم حركة النهضة ومَن مثّلها في رئاسة الجمهورية؟ ما أفرزته الانتخابات البرلمانية يؤكد أن التونسيين يرفضون حكم النهضة التي تُعتبر جناح الإخوان المسلمين في تونس، وأسست ورعت روابط حماية الثورة المتهمة بتصفية رموز للثورة خلال عامين من حكمها عبر اغتيال قادة وطنيين تونسيين. الرئيس المنتهية ولايته منصف المرزوقي يتهمه التونسيون بأنه أضاع هيبة الدولة. المرزوقي الذي يوصف بأنه مدافع شرس عن حقوق الإنسان وعمل معظم حياته ضمن المنظمات الحقوقية لكن اندماجه مع حركة النهضة بشكل كامل ألقى الضوء على هذه المنظمات التي عملت لعشرات السنين تحت شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان. ويصف مراقبون للشأن التونسي المرزوقي بأنه كان ملكياً أكثر من الملك في دفاعه عن مشروع حركة النهضة السياسي، وهذا يلقي بظلال من الشك ليس على المرزوقي وحسب بل على عديد ممن تزعموا مثل هذه (المنظمات الحقوقية) بسبب مصادر الدعم والأموال التي كانت تُقدم لها من مصادر باتت معلومة، بعد كثير من التصريحات لهؤلاء التي تخدم المُموِّلين وليس الوطن. الثورة اختارت أن تسقط النهضة ومن يمثلها، وصناديق الاقتراع التي وضع التونسيون خياراتهم البرلمانية والرئاسية داخلها هي من يمثل الثورة وليس ما يسمى روابط حماية الثورة. التونسيون صوّتوا لأنفسهم ومستقبل وطنهم، والثورة جزء من الوطن، والوطن يتسع للثورة ومعارضي الثورة وحتى أعدائها.