أوصى مؤتمر دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب، بوضع حد لفوضى الفتاوى الدينية والتي تبرز كثيراً من التناقض، الأمر الذي يهدد سلامة المجتمع، داعياً إلى تحديد ملامح الخطاب الديني الإعلامي الذي يسهم في تكوين رأي عام إسلامي موحد، ويعتمد الوسطية والاعتدال، وقادر على مجابهة التحديات التي تهدد الدول العربية منفردة ومجتمعة، ويحترم مكونات المجتمع العربي على اختلاف أنواعها. جاء ذلك في اختتام فعاليات مؤتمر (دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب) الذي نظمته جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، بالتعاون مع مجلس وزراء الثقافة والإعلام العرب، بحضور عربي ودولي واسع. كما أوصى المؤتمر بإطلاق قناة فضائية عربية متخصصة في الشأن الأمني، تكون نافذة أمنية صادقة يلتف حولها الجمهور العربي لمتابعة أخبار الأمن في وطننا العربي، ونافذة تواصل مع الجماهير من خلال أوعية أمنية ومواجهة إعلامية للأزمات الأمنية بصورة مواكبة لعصر السماوات المفتوحة، رغم التحفظات التي أبداها بعضهم حول عدم رواج تلك القنوات وقبول الناس لها، وطالبوا بدلاً من ذلك بإنتاج برامج مشتركة تهتم بالجانب التوعوي على غرار برنامج «افتح يا سمسم»، على أن تُبث عبر القنوات الفضائية والتي من شأنها أن تفي بالغرض المنشود. كما أوصى المؤتمر بوضع سياسات إعلامية تتوافق مع السياسات الاجتماعية والتربوية والدينية على مستوى الوطن العربي، ويشارك فيها المعنيون من قادة الرأي في المجتمع من تربويين واجتماعيين وإعلاميين واقتصاديين وشرعيين. وإنشاء اتحاد عربي للصحافة الإلكترونية يعنى بتنظيم وتوجيه ورقابة وضبط الفضاء الصحفي الإلكتروني على المستوى العربي، بسبب غياب التنظيم والرقابة في هذا المجال. ودعا المؤتمرون إلى إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية العربية بالشكل الذي يجمع شتاتها، ويوحد أهدافها وغاياتها بما يسهم في مكافحة الإرهاب، وتحقيق الأمن الوطني للدول العربية مجتمعة ومنفردة، بسبب وجود أعداد كبيرة من المؤسسات الإعلامية والتنظيمات والاتحادات المعنية بالشأن الإعلامي وغياب التنسيق الإعلامي بينها. ومن التوصيات أيضاً التي خرج بها المؤتمر، العمل على التقييم المستمر للأداء الإعلامي العربي لمواجهة الإرهاب طبقاً لمجموعة من الآليات والأسس، كمنطلق لتصحيح المسار الإعلامي بصفة مستمرة بما يتواءم مع المتطلبات الأمنية للمنطقة العربية، بسبب وجود أعداد كبيرة من الخطط وبرامج العمل الإعلامية العربية دون تفعيل. إضافة إلى تفعيل المواقع الإلكترونية الخاصة بمكافحة الإرهاب على مواقع وزارات الداخلية العربية، وإنشاء مواقع إلكترونية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لمجابهة الجريمة المنظمة، لأجل تحقيق التواصل الفعّال مع أكبر شريحة من الجماهير وتوضيح صحيح الدين من خلال علماء الدين. كذلك أوصى المؤتمر بالتعاون مع الإعلام العربي والمؤسسات الإعلامية على المستوى الدولي في إطار منظومة قيمة أسسها المصلحة المشتركة، وتفعيل التعاون الدولي لمحاصرة الجرائم الإرهابية على شبكة الإنترنت، عن طريق تبادل المعلومات، والتعاون الفضائي، وتسليم المجرمين.