أكدت المملكة تعهدها بمواصلة إنزال العقوبات الرادعة على جميع أشكال الاستغلال الجنسي للأطفال والقبض على المذنبين المشتركين في إنتاج ونشر صور الاعتداء الجنسي على الأطفال ونشرها عبر الإنترنت، ومنع وإزالة المحتوى، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان الحماية والمساعدة والدعم في معاملة الأطفال الضحايا وفقاً لمصالح الطفل العليا. وقال مساعد وزير الداخلية لشؤون التقنية الأمير الدكتور بندر بن عبدالله المشاري، في كلمته أمام مؤتمر القمة الدولي حول حماية الأطفال من الاستغلال عبر الإنترنت، والمقام في لندن خلال الفترة من -18 19 صفر الجاري، إن المملكة تؤمن إيماناً تاماً بأن مكافحة الجرائم بكافة أنواعها يبدأ بالقضاء على «جذور» تلك الجرائم ومن أبرز تلك الجرائم إساءة استخدام التكنولوجيا في التعدي على الأطفال واستغلالهم جنسياً عبر الإنترنت، بالإضافة إلى جرائم نشر الصور والمقاطع الإباحية والجنسية على مواقع الإنترنت مما يؤدي إلى انتشار عديد من السلبيات والجرائم الاجتماعية بين أفراد المجتمع بمختلف شرائحه العمرية. وأكد الأمير مشاري أن المملكة تسعى لإنشاء قاعدة بيانات وطنية لمواد الاعتداء الجنسي على الأطفال وربطها بقواعد بيانات المنظمات العالمية التي تعنى بالجرائم المرتكبة ضد الأطفال عبر الإنترنت، وبخاصة منظمة الإنتربول، للمساعدة في التعرف على الضحايا وحمايتهم والملاحقة والقبض على الجناة، وبناء القدرات الفنية والقانونية لمكافحة جرائم استغلال الأطفال عبر الإنترنت. ودعا الدول المشاركة للعمل معاً لتعزيز قدراتها الوطنية والدولية لمحاربة ووقف هذه الأعمال غير الأخلاقية، وبناء إطار تعاوني مع جميع مقدمي خدمة الإنترنت للتأكد من أن هذه الخدمات لا تستخدم بصورة سيئة لإيذاء الآخرين بما في ذلك الطفل والأسرة والمجتمع. إلى ذلك تبنت الوفود المشاركة في المؤتمر بيان العمل الختامي للقمة والتوصيات الصادرة عنها، الذي دعت فيه إلى العمل المشترك لإيقاف الاعتداء المستمر والاستغلال الجنسي الذي يتعرض له الأطفال عبر الإنترنت لإشباع الرغبات الجنسية والربح المادي للمستغلّين. كما دعت إلى التعاون في إنشاء قاعدة بيانات وطنية لتوثيق مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال وربطها بقاعدة البيانات الدولية للإنتربول (ICSE). كما دعت إلى اتخاذ إجراءات عالمية لإزالة مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال. من جهته، قال رئيس جمعية حقوق الإنسان، مفلح القحطاني، إن استغلال الأطفال جنسياً ليس بظاهرة على مستوى المملكة، مشدداً «ليست ظاهرة بل هي مسألة نادرة الحدوث». وأوضح ل «الشرق» أن أحداً لم يتقدم بشكوى للجمعية في هذا الإطار لذا فإنها تعالج هذه القضية من خلال ما يُنشَر في وسائل الإعلام. في السياق نفسه، أشار القحطاني إلى قرب صدور لائحة حماية الطفل من الإيذاء لتمكين الطفل من حقوقه وحمايته من الإيذاء، مضيفاً «سيكون هناك سجل للحالات وملف لكل طفل يتعرض للإيذاء».