أكد الملك المغربي محمد السادس، أن تفعيل التكامل بين الدول العربية لا ينبغي أن يظل شعاراً مؤجلاً إلى ما لا نهاية، كما أنه لم يعد خياراً للنهوض بالتنمية فقط، بل أصبح حتمية ترتبط بالبقاء أمام سطوة التكتلات القوية. وأضاف الملك محمد السادس في رسالة إلى المشاركين في مؤتمر «فكر 13»، الذي عُقد يوم أمس في مدينة الصخيرات بالمغرب، والذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي وافتتحه الأمير خالد الفيصل، في موضوع «التكامل العربي: حلم الوحدة وواقع التقسيم»، أن التكامل العربي أضحى ضرورة ملحة ينبغي، في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها الوطن العربي والعالم من حوله، التعاطي معه بمنظور واقعي جديد. وشدد الملك المغربي على أن «الوحدة العربية ليست حلماً صعب المنال، أو سراباً لا فائدة من الجري وراءه، بل هي تطلع مشروع قابل للتحقيق، وضرورة استراتيجية على الجميع المساهمة في تجسيدها». وأكد نائب الأمين التنفيذي للإسكوا عبدالله الدردري، في الرسالة التي وجّهها الأمين العام للأمم المتحدة إلى مؤتمر «فكر 13»، أن موضوع المؤتمر، الذي اختارته مؤسّسة الفكر العربي، يواجه صعوبات المنطقة وإمكاناتها؛ حيث نشهد معاناة إنسانية واسعة النطاق في جميع أرجاء العالم العربيّ، وفي بعض البلدان التي ازدهر فيها التنوّع لأجيال متعدّدة، وحلّ العنف العرقي والطائفي محلّ التسامح. وأشار إلى أنه على الرغم من ذلك، فإننا نرى تطورات مبشّرة، إذ تمكّن شعب تونس من التصويت سلمياً في أول انتخابات رئاسية ديمقراطية منذ ثورته سنة 2011. وأوضح المدير العام للمؤسّسة الدكتور هنري العويط، في كلمته، أن المؤتمر سيُعنى بمعالجة هذه المواضيع بموضوعيّة ورصانة، مُعتمداً النهجَ العلميّ الذي التزمته المؤسّسة، فينطلق من الوضع الراهن، مُستعرضاً أحداثَه ومعطياتِه، ومُحلِّلاً أسبابَها ودوافعَها، ومُستشرفاً تداعياتها ومآلاتها، ليخلُص بعد ذلك إلى صوغ الرؤى ورسم الخيارات واقتراح الحلول الهادفة إلى تحقيقِ مصلحةِ أوطاننا وخيرِ شعوبها. وأكّد أن المؤسّسةَ لا تعرضُ في مؤتمرها هذا فكرها الخاصّ أو مواقفها، بل تسعى إلى توفير مناخٍ ملائمٍ للحوار والمناقشات، بين جميع الأطراف المشاركة، وتطمح إلى أن تكون منتدى للفكر ومنبراً للآراء.