شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت عالماً آخر، وعالماً جديداً حلّ مكان عالم قديم من حيث المعلومات والتواصل ونقل الأخبار وعرضها وطرح الأفكار بين أطياف المجتمع، كل هذه إيجابيات رائعة تحسب لهذا العالم الذكي.. لكن هناك سلبيات خطيرة ومخيفة تهدد فكر وواقع مجتمع بأكمله، وتلك السلبيات لابد أن نقف عندها وتكون محل النقاش وطرح الآراء تجاهها. فمع كثرة المستخدمين لتلك الشبكات ومواقع التواصل انتشر بها ما هو خطير وسلاح فتاك ألا وهو «الشائعات» في نقل الأخبار والمعلومات وتداولها بين الناس بشكل فظيع. وأصبحت تلك الشائعات تؤثر تأثيراً كبيراً على أشخاص كثر، وخاصة صغار السن؛ فأصبح الناس يتداولونها بشكل يومي، وأصبحوا يصدقونها ويجزمون على أنها حقيقة وهي عكس ذلك تماماً. فالشائعات في مواقع التواصل الاجتماعي أصبح انتشارها سهلاً جداً وبشكل سلس؛ فبعض الشائعات تؤثر سلباً على أناس تخصهم تلك الأخبار الكاذبة، وعلى ذويهم وعلى حياتهم، فأصبحت تلك الشبكات والمواقع نقمة عليهم لا نعمة لهم. ولكثرة المستخدمين لتلك المواقع أصبحت ثقافة قراءة الكتب تندثر، وتتراكم عليها الغبرة والوحشة؛ لأن مواقع التواصل الاجتماعي كان لها النصيب الأكبر في نزوح المجتمع عن قراءة الكتب والكتابة بالقلم، ففيها تأتي المعلومات بشكل سهل وتذهب بشكل أسهل، فأصبحت احتمالية فهم المعلومة ضعيفة جداً. الخطر القادم أنه سيأتي جيل لا يعرف كيف يكتب ولا يعرف كيف يمسك بالقلم، مما يخلق علاقة جافة وقاسية مع القراءة والكتابة بالطريقة التقليدية، فكلما تغلغلت تلك الوسائل الاجتماعية في فكر ونفوس المجتمع، زادت نسبة الأخطاء اللغوية، وهجرت الكتب العربية القيمة، وأكبر دليل هو كثرة الرسائل التي تأتينا يومياً وتظهر بها أخطاء لغوية كثيرة، وبشكل هائل ومخيف، ومن واجبنا تجاه أبنائنا وأنفسنا بالتحفيز ورفع ثقافة الكتابة باليد، وقراءة الكتب من مصادرها لا أن يتم تناقلها عبر تلك الوسائل المخيفة التي غالباً ما تصلنا بشكل خاطئ وبمضمون ومحتوى غير صحيح، مما يغيّب عندنا بعض الحقائق والوقائع الصحيحة بسبب تلك المصادر المغلوطة وغير الموثوقة، وخطرها سينكشف في قادم الأيام؛ فأنا لست ضد التطور والتقدم ومواكبة كل جديد ولكن فيما يخدم مصلحتنا ويزيد من ثقافتنا ويقوي المعرفة لدينا وليس كل ما يهدم أفكارنا ويجعلنا غير مدركين لما يحدث لنا من خطر لا ينصب في مصلحة الجميع. فالسؤال المطروح دائماً: هل شبكات التواصل الاجتماعي طوق نجاة للغتنا أم مصدر خطر عليها؟؟!! همسة: «ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ، ولا انحطّت إلّا كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ»