خرج سكان الرياض منذ الساعات الأولى من نهار أمس للتنزه في منطقة الثمامة شمال شرق الرياض، للاستمتاع بمنظر رمالها الناعمة التي ارتوت بزخات المطر التي شهدتها العاصمة مؤخراً، واستنشاق هواء البر المنعش، بعيداً عن ضوضاء المدينة، ووسط الأجواء المناخية المعتدلة التي سادتها الغيوم تارة، ولمعان الشمس تارة أخرى. وحرصت الأسر على جلب عدة رحلة التنزه الخفيفة من المشروبات الساخنة، والطعام، والحطب الذي منح اجتماع الأسرة دفئاً، وتناولوا من خلاله حبات الذرة المشوية التي ينتشر باعتها على جنبات الطرق المؤدية إلى الثمامة، بينما توجه العزَّاب إلى ممارسة هواياتهم في ركوب الدراجات النارية، والتطعيس على الرمال، وتناول الشاي المعتق بنكهة رائحة الحطب. وتقع الثمامة في سهل الحضيض عند حافة جبال العرمة المتاخمة لها من جهة الشرق، ويقابلها من الغرب كثبان رملية تُعرف ب «عرق الرثمة» التي تبعد 60 كيلومتراً عن شمال الرياض. «الشرق» حضرت هناك والتقت عدداً من الزوار الذين أكدوا حرصهم على استغلال الإجازة في منطقة الثمامة بعد عناء أسبوع من العمل الشاق والازدحام المروري في العاصمة، مشيرين إلى أنهم جاءوا للتنفس والاستمتاع بالأجواء الجميلة خصوصاً بعد هطول الأمطار في الأيام الماضية. وأكد عدد من الشباب وجودهم منذ ساعات الصباح الأولى لممارسة هواية التطعيس قبل الازدحام، والتوجه للمخيمات لقضاء باقي اليوم فيها، وإشعال الحطب للتدفئة وغير ذلك. من جهته، أكد المتحدث الرسمي في مرور الرياض العقيد حسن الحسن أن أكثر من 72 دورية من الدوريات المرورية التابعة لمرور الرياض، والفرق السرية حضرت لتنظيم حركة السير في منطقة الثمامة والطرق المؤدية إليها، حيث تمركزت فرق المرور في الدوارات والتقاطعات ومناطق الدوران على طريق الثمامة والطرق المؤدية إليه. وتشتهر الثمامة بنبات الثمام الصحراوي الذي يستخدم في تثبيت حركة الرمال، في حين سُمِّيت بذلك المسمى نسبة ل «وادي الثمامة» المنحدر من قمة جبال العرمة، ماراً بقرية غيلانة، المنتهي في روضة خريم عند الطرف الغربي لصحراء الدهناء.