وسط حضورٍ قدِّر ب 20 ألف شخص، تحرَّكت مجسَّمات لأعضاءٍ بشرية على الواجهة البحرية في الخبر أمس الجمعة لتشارك المواطنين في حملة تنشيط التبرع بالأعضاء «خلونا نحييها». وقال المشرف العام على الحملة، عبدالعزيز التركي، إن «مشاركة مجسمات لأعضاء بشرية في الحملة كانت بمنزلة رسالة للتأكيد على أهمية التبرع بالأعضاء» وإن «هذه هي المرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط التي تُستخدَم فيها هذه المجسمات»، مشيراً إلى تفاعلٍ كبير من الحضور مع هذه الخطوة. وبحسب التركي، ستستمر الحملة التي تنظمها جمعية «إيثار» على مدى 20 يوماً وستجوب جميع محافظات المنطقة الشرقية. في السياق نفسه، بيَّن رئيس اللجنة المنظمة، الدكتور جاسم الياقوت، أن فعاليات الحملة تتنوع بين ما هو طبي وما هو شرعي، إضافةً إلى الجانب الترفيهي وعروض صقور الجو السعودي والطيران الشراعي، كما سيشارك فيها فنانون تشكيليون من المنطقة. و«بدأت الحملة بقوة» بحسب المواطنة مريم العبودي التي حددت الهدف من مشاركتها فيها؛ وهي إزالة بعض المعلومات المغلوطة لدى المجتمع عن عمليات التبرع بالأعضاء. من جهته، أكد منسق المركز السعودي للأعضاء، الدكتور حسان الخناني، حاجة 15 ألف شخص في المملكة لزراعة أعضاء. وكان أمير المنطقة الشرقية، الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وجَّه بإطلاق «خلونا نحييها» في كافة محافظات المنطقة تحت إشراف جمعية «إيثار» بالتعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء وبمشاركة 60 جهة حكومية وأهلية. في حين قدر عدد المحتاجين لزراعة الأعضاء في المملكة ب 15 ألفاً شارك نحو 20 ألفاً من الأصحاء في مسيرة كرنفالية انطلقت على كورنيش الخبر في المنطقة الشرقية أمس، ضمن فعاليات حملة «خلونا نحييها» لتنشيط التبرع بالأعضاء. وكان أمير الشرقية الأمير سعود بن نايف وجه بإطلاق حملة لتنشيط التبرع بالأعضاء في كافة محافظات المنطقة، ونظمت جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء «إيثار» بالتعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء في الرياض المسيرة التي شارك فيها أيضاً 60 جهة حكومية. وفيما شهد كورنيش الخبر طوال يوم أمس توافد آلاف من أهالي المنطقة الشرقية بكافة مدنها ومحافظاتها للمشاركة في تدشين الحملة، أغلقت الجهات الأمنية ممثلة بقطاعات المرور والشرطة والدوريات الأمنية والدفاع المدني الطرق المؤدية إلى موقع الكرنفال منعاً للتزاحم وضماناً لانسيابية الحركة. وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء والمشرف العام على الحملة الشيخ عبدالعزيز بن علي التركي، أن الحملة تستمر لمدة 20 يوماً في محافظات المنطقة الشرقية. وبين التركي أن الحملة انطلقت بمسيرة كبيرة تحكي أهمية التبرع بالأعضاء وتحوي شعارات ومجسمات لأعضاء الإنسان، لافتاً إلى تطبيقها لأول مرة على مستوى الوطن العربي؛ حيث لاقت تفاعلاً من الحضور الذين طرحوا استفساراتهم عن هذه المجسمات والشعارات وكيفية المشاركة في هذه الحملة، مضيفا أن الحملة ستشهد هذا الأسبوع ندوات طبية وشرعية لبيان أهمية التبرع من كل الجوانب وإزالة اللبس الذي قد يطرأ على المتبرعين. وأكد الدكتور حسان الخناني منسق المركز السعودي للأعضاء، أن هناك 15 ألف شخص في المملكة بحاجة لزراعة أعضاء، مثنياً على جهود جمعية إيثار في عملية التنشيط بالتبرع بالأعضاء. من جهته أكد رئيس اللجنة المنظمة للحملة الدكتور جاسم الياقوت أن محافظات المنطقة الشرقية ستكون على موعد مع حملة كبيرة لتوضيح أهمية التبرع بالأعضاء، مشيراً إلى أن برنامج الفعاليات سيكون حافلاً بالندوات الشرعية والطبية والمعارض المتنقلة وعروض للطيران الشراعي وعروض مختلفة لصقور الجو السعودي، بالإضافة إلى معارض فنية يشارك فيها نخبة من الفنانين التشكيليين في المنطقة. وتحدث عضو لجنة الشفاعة الحسنة في الجمعية المهندس محمد الدبل، عن أهداف اللجنة وعن آلية العمل؛ حيث يبدأ دور اللجنة منذ التأكد من الوفاة الدماغية عن طريق المركز السعودي للتبرع بالأعضاء. فيما أوضح المشرف على الفرق التطوعية مشعل الجويرة، أن الحملة يشارك فيها أكثر من 250 متطوعاً ومتطوعة، مبيناً أنه تم تقديم دورات تدريبية للمتطوعين عن جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء ودورها الحيوي، ودورة في إدارة الحشود، ودورة عن التعرف على برنامج زراعة الأعضاء. إلى ذلك شارك فريق الطيران الشراعي بعدد من العروض الجوية في سماء الواجهة البحرية بالخبر، وحمل أعضاء الفريق شعارات لحملة «خلونا نحييها». واعتبر عديد من الحضور أن الحملة منعطف مهم في حياة المواطن السعودي إذا ما استثمرت فعالياتها في رفع الوعي وزيادة المتبرعين. وأوضح المواطن فيصل العتيبي، أن هذه الحملة ستشكل منعطفاً واضحاً في حياة المواطن السعودي فيما يتعلق بالتبرع بالأعضاء وبيان مدى الحاجة في المجتمع للتبرع؛ بهدف سد احتياجات المستشفيات وتقليص قائمة الانتظار بين المرضى، مبيناً أن هذه الحملة سيكون لها نتائج إيجابية واضحة سيلمسها المجتمع في المستقبل. وأشارت المواطنة مريم العبودي إلى أن حملة «خلونا نحييها» تكشف للمجتمع عديداً من الجوانب التي كان يجهلها في مجال التبرع بالأعضاء؛ حيث ستسهم في رفع مستوى الوعي خصوصا لدى الشباب والطلاب، موضحة أن هذه الحملة جاءت لتسد ثغرة ضعف التوعية في هذا الجانب المهم. وفي السياق نفسه أكد المواطن خالد الخالدي على أهمية التوعية بالتبرع بالأعضاء، مشددا على أهمية مشاركة جميع الجهات في التوعية بالتبرع بالأعضاء وعدم اقتصار التوعية على جمعية إيثار ووزارة الصحة فقط، مضيفاً أن جميع القطاعات الحكومية والخاصة مطالبة بالمشاركة في نشر الوعي وتثقيف المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء. وتشير المواطنة خولة العبدالله التي حضرت لمشاهدة المسيرة إلى أن التبرع بالأعضاء عمل إنساني نبيل يهدف من ورائه إلى إنقاذ حياة آخرين، ولكن كثيراً من أفراد المجتمع يترددون في التبرع وذلك بسبب قلة الوعي والتوعية.