في حين تواصلت الإعدامات الميدانية التي ينفذها «داعش» في العراق، شن التنظيم المتطرف هجوماً منسقاً في وسط مدينة الرمادي أمس فيما يبدو أنه محاولة للسيطرة الكاملة على المدينة. وقال مسؤولون محليون إن مسلحي «داعش» أطلقوا النار على مجمع حكومي في وسط الرمادي (عاصمة محافظة الأنبار). بدورها، حاولت قوات الأمن بدعمٍ من مقاتلي العشائر منع المتشددين من التقدم. ودعت المساجد عبر مكبرات الصوت إلى إرسال تعزيزات للتصدي لمحاولة السيطرة الكاملة على المدينة الأمر الذي سيكون بمنزلة انتكاسة للقوات الحكومية. ويسيطر مقاتلو التنظيم المتشدد على معظم الرمادي (90 كيلومتراً غرب بغداد) ومناطق الشمال منذ يونيو الماضي في أسوأ أزمة أمنية يواجهها العراق منذ الإطاحة بصدام حسين في 2003. ويقول عضو مجلس محافظة الأنبار، عذال الفهداوي، إن هجمات يوم أمس بدأت حوالي الساعة ال 3 صباحاً (منتصف الليل بتوقيت جرينتش)، ويضيف أن المسلحين أطلقوا النار من أسطح المباني في حي المعلمين صوب وسط الرمادي. غير أن المساجد، وبحسب الفهداوي، دعت «كل من هو قادر على حمل السلاح إلى التصدي للمهاجمين». في سياقٍ متصل، يشير عضو مجلس محافظة الأنبار إلى سيطرة مقاتلي «داعش» على قرية الشجيرية على بعد حوالي 20 كيلومتراً إلى الشرق من الرمادي ونصبهم كميناً لقائدٍ محلي في الشرطة أثناء مغادرته منزله صباح أمس ما أسفر عن مقتله. ويؤكد مسؤولو أمن عراقيون أن اشتباكات عنيفة وقعت إلى الغرب من الرمادي بين المتطرفين والقوات الحكومية مدعومةٍ بمسلحين قبليين، كما دارت معارك إلى الشمال والجنوب من المدينة. وتلت هذه الهجمات تفجير انتحاري شاحنة على جسر فوق نهر الفرات قرب الرمادي ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص على الأقل. وتفيد المصادر بأن الاشتباكات مازالت قائمة حتى ساعة إعداد هذا التقرير. وفي كركوك (شمال بغداد)، أعدم التنظيم المتطرف أمس رمياً بالرصاص شخصين بتهمة «العمالة» للقوات العراقية، بحسب ما أفاد شهود ومسؤولون محليون. وأوضحت المصادر أن عناصر التنظيم «قاموا باختطاف شخصين من أهالي قضاء الحويجة (55 كلم غرب كركوك)، وقاموا بإعدامهما بعد وصفهما بالعملاء، ونفذوا حكم الإعدام رمياً بالرصاص وسط السوق الرئيسة وسط ناحية الزاب». وسيطر التنظيم في هجوم كاسح في يونيو الماضي على مناطق واسعة في العراق، لا سيما في محافظات نينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين، وتمكن في الأسابيع الماضية من التقدم في الأنبار (غرب)، حيث بات يسيطر على غالبية أجزاء هذه المحافظة الحدودية. ونفذ التنظيم عمليات إعدام جماعية وخطف وذبح بحق المئات ممن يخالفونه الرأي أو حملوا السلاح ضده، كما عرض أشرطة مصورة لذبح 5 أجانب كانوا رهائن لديه وعشرات قال إنهم جنود سوريون في الأشهر الثلاثة الماضية.