نستغرب ما يحدث في مجتمعنا من جاهليات تعود بنا إلى ما كان عليه حال العرب قبل الإسلام، ولأن البعض مازال يمارس شيئاً من تلك الجاهليات، فقد انتشرت في مجتمعنا الزيجات الفاشلة، وارتفعت نسبة العنوسة، ورُزقنا بجيل انهزامي، ومُنينا بهدر اقتصادي، وتفكك أسري، ونزاع وضياع. كل ما سبق هو نتيجة حتمية لثقافة (البنت لابن عمها) وإن كانت لا تريده، إن لم يكن تطوعاً من الأب فبحجر ابن عمها عليها بألّا تأخذ غيره. أليس هذا هو العضل بعينه؟ ألا يعدّ نوعاً من أبشع أنواع العضل؟ هذا العضل الذي نهى عنه الخالق، في قوله تعالى “فَلَا تَعْضلُوهُنَّ” وهو حصر زواج المرأة بأحد أقاربها وهي لا تريده، مثله في البشاعة أو يزيد منعها من الزواج من أجل راتبها، أو (حافزها)، أو خشيةً على ميراث أو ما شابه ذلك، فتصبح معلقة، لا متزوجة ولا مطلقة، ولسان حالها يقول “قلوبُ أهلي و(إخواني) غدت حجراً .. أنا على الأرض أم في كوكب ثانٍ؟”. تمعّنوا في رد المصطفى (صلى الله عليه وسلم) على السريّة التي بعث بها (عليه أفضل الصلاة والسلام) وكان فيهم رجل ليس منهم، وإنما لحق بهم لأنه عشق امرأة منهم، فلما أخبرهم بأمره ضربوا عنقه، فشهقت عشيقته شهقة ماتت بعدها، فلما أخبروا الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال لهم “أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَحِيمٌ؟” والرجل الرحيم أحد أهل الجنة كما جاء في حديث “أهل الجنة ثلاثة”. أجيبوني! أليس فيكم رجل رحيم؟