أشكال الفقراء تؤثر على صورة السعودية خارجيّا، كما تؤثر على جهود المسؤولين أمام القيادة، لذلك لابدّ من إيجاد طريقة مبتكرة لكي نتخلص من وصمة عار الفقراء التي تطارد صورتنا الناصعة والفاخرة. ففي الحقيقة إن «البطاطين» التي توزع على الفقراء لم تستطع تغطيتهم عن الرأي العام، فلذلك ربما لو فكرنا في توزيع خيام مغلقة من جميع الجوانب عليهم وإجبارهم على التواري عن الأنظار لربما خففنا من تسليط الضوء عليهم. أو لو بنينا مساكن بعيدة في قلب الصحارى، وأحطناها بحراسات اجتماعيّة صارمة، ونقاط تفتيش في كل المنافذ على الدخل الشهري، لا تسمح بدخول المتبرعين والموسرين، ولا خروج الفقراء والمعسرين، يمكن أن تحدّ هذه الفكرة من اختلاط الفقراء بالمجتمع المتنعّم. يمكننا أيضاً أن نقرّ قانوناً للإصمات القسري، بحيث إن أي فقير يشتكي لأيّ أحد يتعرّض للتحقيق من قوات مكافحة الفقر، ويحال لهيئة التحققّ من الغنى والإدعاء ضد الفقر، ويحكم عليه إمّا باستئصال حباله الصوتيّة، أو ربط لسانه، أو خياطة فمه، حسب شكواه، وحسب حالة فقره، وللجنة التي تنظر القضية حينها مطلق الصلاحية في أي من الأحكام السابقة حسب الجرم الفقريّ المرتكب. يمكن أيضاً أن يوزع عليهم أدوية للعقم، أو للإصابة بالموت المفاجئ لا فرق، شرط أن لا تؤدي هذه الأدوية إلى إمراضهم بأمراض أخرى تكلّف مستشفياتنا الغنية مزيداً من المرضى والاحتياج الطبي والتمريضي والأسرّة. يمكن في نفس السياق أن نقرّ مدارس خاصة وخططا تعليمية لأبناء الفقراء، نضع في مناهجها أدلّة ونصوصاً تثبت أن الشكوى من الفقر تؤثر على العقيدة، وأنّ الفقير الذي يبحث عن المساعدة كافر. أقترح أيضاً أن تخطط الجهات التي تقوم على معالجة ظاهرة الفقر لحملة علاقات عامة لتصحيح نظرة الناس إلى الفقراء، ولتثبت أنهم مجرمون، وأن لديهم ميولاً انحرافية، ويمكن أن نربطهم بالقاعدة أو بالموساد أو بجهات أجنبية خارجية تريد زعزعة ثقة المواطنين في القيادة، وهزّ ولائهم الوطني، وأن الذي يشتكي من الفقر إنّما هو خائن خيانة عظمى للنعمة التي يرفل فيها. انتشار هؤلاء الفقراء يتعارض والفخامة السعودية التي يعيشها المقيمون والمواطنون على حدٍّ سواء، وشكواهم إنّما هي للنيل من مكانة وجهود المسؤولين. لا بدّ من تشكيل لجنة للقضاء على الفقراء واستئصال شأفتهم، طالما أن القضاء على الفقر يعدُّ أمراً مستحيلاً، خصوصاً أنه على الرغم مما يبذل لهم من بطاطين وثلاجات، ومئات الريالات «ريالٌ ينطح ريالاً» التي تعطى لكل أسرة، والزيت والأرز والسكر الذي «يطفحونه» شهريّاً لم يحلّ مشكلتهم، بل أدى ببعضهم إلى التطاول وإنكار هذه الهبات وإعلان فقره أمام الله وأمام خلقه.