سعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس إلى طمأنة حلفاء واشنطن في آسيا والمحيط الهادي بشأن التحول الاستراتيجي في محور الاهتمام الأمريكي إلى المنطقة في رسالة ضمنية إلى الصين مع تعهده بتعزيز دور بلاده في حفظ أمن الحلفاء في آسيا. وفي تصريحات أدلى بها في أستراليا أولى محطات جولة إقليمية يقوم بها أصر أوباما على أن نظام الأمن في آسيا يجب ألا يقوم على «الإجبار أو الترويع.. واستقواء الدول الكبيرة على الصغيرة وإنما على تحالفات في سبيل الأمن المتبادل». ولم يشر أوباما بوضوح إلى الصين لكنه كان يلمح دون شك إلى نزاعات بكين البحرية مع جيرانها وتصاعد المخاوف في المنطقة من تعزيز الجيش الصيني. وقال أوباما في خطاب حول السياسة ألقاه بجامعة كوينزلاند في برزبين حيث يشارك في قمة مجموعة العشرين «لا ينبغي أن يشكك أحد أبدا في عزمنا ولا التزاماتنا تجاه حلفائنا». وسعى أوباما الذي زار بكين للمشاركة في قمة لآسيا والمحيط الهادي الأسبوع الماضي وأجرى محادثات مع الرئيس الصيني شي جين بينجإلى إظهار عزم الولاياتالمتحدة على تحويل محور اهتمامها إلى المنطقة ويشمل ذلك الأصول العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية. وينظر إلى هذه السياسة كثيرا على أنها تهدف إلى الوقوف في وجه صعود النفوذ الصيني. لكن كثيرين في آسيا يتطلعون إلى أدلة جديدة على أن هذه السياسة حقيقية في ظل هيمنة أزمات مثل أوكرانيا وتنظيم «داعش» ووباء الإيبولا على أجندة أوباما. وقال أوباما «يوما بعد يوم وبوتيرة ثابتة وعن قصد سنستمر في تعزيز دورنا باستخدام كل عنصر من عناصر قوتنا.. الدبلوماسية والجيش والتنمية الاقتصادية». وأضاف أنه توجد أخطار يمكن أن تقوض تقدم آسيا مثل البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية والخلافات على الأراضي وقمع حقوق الإنسان. وتابع «إنني هنا اليوم لأقول إن القيادة الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادي ستكون دائما نقطة تركيز أساسية لسياستي الخارجية».