رحب أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر، بوفد من أهالي محافظة الأحساء الذين جاءوا أمس لتقديم واجب العزاء في شهيد الواجب النقيب محمد بن حمد العنزي. وقال خلال استقبالهم، بحضور نائبه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل: أنا، وأخي الأمير فيصل بن مشعل، ومسؤولي الإمارة، وأبناء المنطقة، ومدينة بريدة نرحب بكم، ونتمنى أن يكون في مسعاكم هذا خيرا، وبركة. وأضاف: الأحساء العزيزة، هذه المدينة التاريخية العريقة المعروفة في مكانتها، ورجالها هي دائماً ما تكون في المقدمة في كل الأمور التي تهم الوطن، الذي وهبه الله خيرات وفيرة، ورجالاً صالحين خدموا دينهم، ووطنهم. وتابع: الولاء للقيادة واضح، نسمعه، ونلحظه في كل موقع، وكل مكان، وهو ما يسعد الجميع، ويسرُّ الخاطر، وما حدث يندى له الجبين، لكن ما يبطله ما رأيناه من المظاهر الحسنة، التي تجلَّت في الأحساء العزيزة، وهي مظاهر تنمُّ عن تلاحم، ولُحمة، نراها في كل مناطق المملكة. وأردف أمير القصيم قائلاً: إن هذه الشرذمة أرادت شرخ المجتمع، ولكن المجتمع بفضل الله ازداد لُحمة، ورد كيدهم في نحورهم، وما خططوا له لا يسعد أي إنسان، وفي هذا الحدث نلاحظ تحركا سريعا، وعجيبا وغير مستغرب، هو تحرك تلقائي عفوي لم يخطط له، وينظر له الجميع نظرة تقدير وعرفان، فوجودكم في القصيم، وفي مدينة بريدة سيشكل خيوط تواصل جديدة. وأضاف: بلدنا مستهدف كما هو معلوم لدى الجميع، لكن على صخرته، إن شاء الله، ستنكسر السهام التي يراد بها أن تسيء للوطن، وقد مرت بلادنا بأزمات متعددة، لكنها خرجت منها أقوى مما كانت عليه، وهذه معادلة يجب أن لا ننساها. من جهته، عبر عادل أبو خمسين «من منطقة الأحساء» عن شكره لأمير القصيم على حُسن استقباله، وقال: أتينا من الأحساء مع علمائنا، ووجهائنا، ومثقفينا، وأدبائنا، لنعزيكم، ونشارككم أحزانكم، وعزاؤنا ومصابنا واحد، أتينا من ملحمة وطنية، وعرس اجتماعي لم يسبق له مثيل، جئناكم والقلوب مكلومة من الحزن، ولكننا في نفس الوقت سعداء لأننا بهذه الملحمة الوطنية أجهضنا مخططاً دنيئاً قامت به شرذمة، وعصابة من الإرهابيين، أرادوا أن يفرقونا، فتعزز جمعنا، وأرادوا أن يزرعوا فتنة في الأحساء، وفي الوطن، فازدادت قوتنا، ولحمتنا. وأضاف: الأحساء بكل أطيافها، وعلى مدى تاريخها، كانت نموذجاً للتعايش بين كل الطوائف، لذلك أراهم أخطأوا البوصلة عندما ذهبوا إلى ذاك المكان. مشيعو الشهداء شيعوا الشهداء العشرة جميعا، 8 من الأحساء، وأحد شهداء الواجب في القصيم، وآخر في حائل، وقد جاء جميعهم ليسجلوا موقفاً، وليكتبوا رسالة أننا في هذا الوطن يداً واحدة، وأن هؤلاء الإرهابيين لم يصلوا إلى مرادهم في صنع الفتنة، والتفرقة في المجتمع. وبيّن أن هذه الشرذمة الضالة يقصدون الفتنة لأنهم أدوات لفكر متطرف، مشيداً بسرعة الأجهزة الأمنية في القبض عليهم، واحتواء المشكلة، ووقوف الأجهزة الرسمية مع أهل الشهداء. مؤكداً أن على الجميع أن يعي مخططات أهل الأهواء الضالة، والانتماءات المشبوهة، والوقوف يداً واحدة ضدهم. كما ألقى جاسم المشرف كلمة بيّن فيها أهمية عدم الانجرار إلى ما يزعزع أمن الوطن، الذي يذود عنه الجميع، ويدافعون عنه، مؤكداً أن الجميع في الأحساء نجح وبامتياز في إدارة هذه الأزمة، والخروج منها. وشدد على حرص جميع أهالي الأحساء على تأكيد ولائهم لوطنهم، ولقيادتهم، وقال «سلاحنا الوحيد هو ثقتنا بالله، والتوكل عليه، ثم ثقتنا بحكومتنا الرشيدة، ورجال الأحساء كلهم رجال أمن لهذه البلاد، ولا فخر في ذلك، ولا منّة، فلم نقم إلا بما هو واجب علينا، ونحن واثقون من أن حكومتنا ستسعى بكل جهدها إلى اجتثاث منابع الإرهاب، والمحرضين عليه أيّاً كانوا لأننا كلنا أبناء وطن واحد، وخيمة الوطن تتسع للجميع». من جهة أخرى، هنّأ أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر، وكيل رقيب عبدالرحمن خليفة الحربي، والعريف عبدالرحمن شجاع الحربي، بمناسبة خروجهما من المستشفى بعد أن منَّ الله عليهما بالشفاء إثر إصابتهما خلال قيامهما بواجبهما الوطني في دحر الإرهابيين أثناء مداهمة الفئة الضالة في حي المعلمين بمدينة بريدة. وتمنى لهما في اتصالين هاتفيين الصحة، والعافية، مثمناً مواقفهما الشجاعة في مواجهة هؤلاء الإرهابيين، ومعرباً عن اعتزازه، وتقديره البالغ لما قاما به.