يلعب الإعلام دوراً مهماً في التأثير على الهوية الفكرية والثقافية للفرد والمجتمع ولهذا يهتم المسوقون للوصول إلى المستهلك عبر الإعلام بطرق دعائية مختلفة سعياً لتسويق منتجاتهم. يستخدم المهتمون بتعزيز الصحة التوعية والتثقيف الصحي كوسيلة إعلانية تربط بين المستهلك «الفرد والمجتمع» للخدمات الصحية «البرامج الصحية الوقائية والعلاجية والتلطيفية». ويوصل الإعلام الصحي بوسائله الإعلانية أهداف تلك الرسالة التوعوية. يواجه الإعلام الصحي تحدياً في تحديث سبله لمواكبة العصر باستخدام الإعلام الجديد «وسائل البحث والتواصل الإلكتروني» الذي تطور مع استخدام الشبكة العنكبوتية منذ بداياتها بنهاية الستينيات الميلادية بالولايات المتحدةالأمريكية وإفساحها للعامة في المملكة العربية السعودية في عام 1999م. يتنامى استخدام الشبكة العنكبوتية بنشاط مضطرد، وتحصي الشركات التسويقية عبر مواقع مثل Global web index المؤشرات الديمغرافية -العمر والجنس والمستوى التعليمي- ونوعية الأجهزة التي يدخل بها النت والأماكن التي يدخل منها ونوعية البرامج التي يدخلها رواد النت ليستهدفوا الفئة الملائمة بالوقت والمكان والرسالة المناسبة لتسويق منتجاتهم الاستهلاكية. فمن الأولى أن يستفيد الإعلام الصحي والتوعية الصحية من تلك المؤشرات لتصل أهداف تعزيز السلوكيات الصحية الإيجابية التي تقي من المرض -بإذن الله- أو تعلمه كيفية التعامل مع المشكلات الصحية والتخفيف من مضاعفاتها. أحدثت تقنيات الإعلام الجديد قفزة حضارية في التبادل المعرفي أثرت على الهوية الفكرية والثقافية والاجتماعية، كما ساهمت في تغيير السلوكيات الصحية. فاتسعت دائرة التواصل خارج المحيط الاجتماعي المألوف وأتاحت التعارف لمن يتشاركون الاهتمام، ووفرت فرصاً أكبر للتعلم ومشاركة الآراء والتجارب والخبرات والسؤال للحصول على الإجابات من مختصين بتفاعل حي لحل المشكلات الصحية. وأيضا أتاحت استكشاف احتياجاتهم ومشاعرهم بحرية خصوصاً للفئات المهمشة أو المرفوضة مثل ذوي الميول الجنسية الشاذة أو المرضى أو ذوي الاحتياجات الخاصة، وأولئك الذين يعانون من مشكلات جسدية أو باعتقادهم أنهم غير مقبولين اجتماعياً. كذلك سهلت على الباحثين في الصحة إجراء البحوث ونشر الرسائل الصحية للفئات المستهدفة في المجتمع، كما ابتكرت طرقاً جديدة مكنت من تحسين نتائج التوعية الصحية في عديد من المشكلات الصحية مثل: اتباع الأنظمة الغذائية الصحية ممارسة الرياضة التي تقلل من السمنة التحكم في التدخين والكحول تعديل السلوك الاستهلاكي تبادل المعلومات حول المصادر الصحية للمرضى وأهاليهم بتعدد خلفيتهم الاجتماعية والجغرافية. ولا نغفل مشكلات استخدام الإعلام الجديد مثل: الدخول للمواقع المحظورة والتعرض لمقاطع العنف أو التحرش خصوصاً التي تستهدف الأطفال واليافعين. الإدمان الذي يهدر الوقت دون تطوير مهارات حقيقية. ضعف اكتساب المهارات الفكرية بسبب القراءة السطحية لكثرة تدفق المعلومات الكمي والنوعي. الانعزالية وضعف التواصل الاجتماعي الحقيقي بسبب تفضيل العالم الافتراضي ممن يتشارك معهم الاهتمام على الأسرة والمحيط الاجتماعي. لهذا سعياً لتحقيق الكفاءة والفعالية باستخدام الإعلام الجديد في التوعية الصحية فإننا نوصي ب: 1. تطوير وسائل التوعية الصحية عبر الإعلام الصحي الجديد وفق ضوابط توحد المعايير وجودة المحتوى والملائمة للفرد والمجتمع. 2. محو الأمية المعلوماتية والإلكترونية بين منسوبي الصحة واستهدافهم بالرسائل التوعوية. 3. توفير الموارد والحوافز للمهتمين والخبراء لمشاركة التبادل المعرفي. 4. دعم البحث العلمي لمراقبة التأثيرات السلوكية على المستهلك الصحي.