نتحدث عن تفوق كبير حققه أبناء وبنات هذا الوطن، في خوضهم العمل في السوق السعودي والقطاعات الخاصة، حيث أوقفوا كثيراً من الشكوك بعدم مقدرتهم على الاستمرارية بنجاحهم على أرض الواقع، رغم كل الصعوبات التي تواجه العامل والعاملة في ذلك المجال. فلو تحدثنا بقليل من التفاصيل لوجدنا الشاب السعودي يواجه أول إشكالية قد تعيق استمراريته وهي ضعف «الرواتب» في القطاعات الخاصة، وإن تم تحديد الرواتب كحد أدنى للموظف السعودي ب 4000 ريال قبل خصم التأمينات «الاجتماعية» و«الطبية»، والآن بإضافة «ساند»، فبكل بساطة هل سيرى ذلك الشاب خلف ضعف ذلك الراتب أملاً في المستقبل؟. حيث إنه يبحث عن الاستقرار الأسري… هل ما تبقى من ذلك الراتب كافٍ لتحقيق أحلامه ولتحمل مسؤولية أسرة وأبناء…؟! وكيف يستطيع الاعتماد على ذاته في بناء مستقبله مع ضعف الدخل الشهري.. والعمل لمدة ثماني ساعات وقد تتجاوز تلك الساعات تحت مسميات كثيرة يراها صاحب القطاع أنها من دواعي مصلحة العمل. الشاب السعودي قادر على العطاء والاستمرارية إذا ما وجد ما يضمن له حياة كريمة، والحل الوحيد هو إجبار تلك القطاعات على زيادة مستوى الرواتب للشباب والشابات. أما عند الحديث عن الفتاة السعودية فقد تكون أكثر استمرارية في العمل بسبب التزاماتها الأقل من الشباب. لكن رغم ذلك فهي تواجه أيضاً صعوبات في مجال عملها، بالإضافة لضعف الراتب فهي تواجه أيضاً صعوبات توفُّر المواصلات وطول ساعات العمل ومساواتها بالشباب، بالرغم من أن الأنثى لديها التزامات أسرية كثيرة. فالأم العاملة قد تعاني من تلك المسألة ولولا احتياجها للعمل ما كانت لتغادر المنزل وتترك خلفها أبناءها للبحث عن دخل شهري؛ فقد تكون أرملة أو مطلقة ومسؤولة عن الإنفاق على أسرة. من هنا نوجه نداء للمسؤولين للالتفات إلى تلك الثروة من شباب وشابات هذا المجتمع ودعمهم مادياً ونفسياً ليستمر ذلك النجاح.. ويستفيد أبناء هذا الوطن من ثروته.