في الأحساء قرية مسالمة هادئة وهانئة يتعايش أفرادها بسلام، يتزاورون ويتواسون يفرحون ويحزنون يتبادلون التحايا ويتواصون بجميل السجايا، دروبهم واحدة يسلكونها صباحاً ومساء، تتعانق أيديهم بالمصافحة عند لقاء بعضهم، ليس هناك ما يكدِّر صفوهم ولا ما يزعجهم، يشاهدون شاشات التلفاز ويرون الطائفية تحصد الأرواح في بلدان عدة ويحمدون الله أنهم بعيدون عن ذلك، فهم يستظلون بظلال دولة عادلة ويتفيأون ظلال شريعة عادلة. لكن يد الغدر والخسة والدناءة والجبن لم يَرُق لها ذلك الصفاء، ولم تعجبها تلك المشاهد الجميلة، فهي قد تعودت على أن ترى الدماء تسكب والأرواح تزهق، فالعقول المريضة لا يمكن إلا أن تكون كذلك. في مساء العاشر من محرم وجَّه الجبناء أسلحتهم إلى مجموعة من أبناء الوطن الشيعة في قرية الدالوة فقتلوا منهم تسعة أشخاص وجرحوا 12 آخرين ولاذوا بالفرار ظناً منهم أن يد العدالة قاصرة عن اصطيادهم وتقديمهم للعدالة الشرعية، لكن رجال أمننا أبوا إلا أن يثبتوا لهم ولغيرهم أنهم أعينٌ ساهرة لحماية البلاد، ففي خلال اثنتي عشرة ساعة تم القبض على أولئك المجرمين الإرهابيين وأودعوهم المكان اللائق بهم وبأمثالهم إلى أن يقتص الشرع المطهر منهم. أتعلمون ما الذي أرادته تلك الشرذمة؟؟ لقد أرادوا أن يوقعوا بين السنة والشيعة في بلادنا، لقد أرادوا أن ينقلوا الطائفية البغيضة بيننا ويغرقونا في دمائنا، لقد أرادوا أن ينفِّذوا أجندة خبيثة لطالما حلمت بالوقيعة بيننا، لقد أرادوا أن ينقلوا أنظارنا من مشاهد التنمية إلى مشاهد الدماء، ولم يعلموا بعد أن اللحمة الوطنية أقوى من الصخر، وأن الأحساء والقطيف ونجران ما هي إلا نموذج للتعايش تستظل تحت راية واحدة وقائد واحد، حفظ الله بلادنا من كل مكروه وردَّ كيد الأعداء في نحورهم وأدام علينا أمننا في بلادنا وكل بلاد المسلمين.