إن الناظر إلى ما يجري على الساحة العربية من هدم وقتل وتفجير بأيدي أبناء الأمة، يدرك أن رقعة التطرف اتسعت، وأن أبناء الأمة وقعوا في الفخ التاريخي الذي وضع لهم على أيدي أعدائهم، وأن اتساع رقعة التطرف يسهم في شحن عقول الآلاف من شباب المسلمين، وهو ما يستوجب العمل على وقف هذا الشحن للكراهية والعداء بين المسلمين. وقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله- قراراً موفقاً رادعاً للذين يخرجون للقتال خارج المملكة باسم الجهاد أو أعمال إرهابية، ومن يقف معهم، وهذا القرار كان حكيماً، نتمنى من المرشد الأعلى أو رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن يصدر قراراً مماثلاً بسحب مليشياته الإرهابية من العراقوسورياولبنان واليمن وإيقاف المد والتوسع الإيراني وعدم التدخل بقضايا الآخرين، علماً أن المشكلة تعدت التصورات بقدر ما تتعلق بأفكار تحريضية من الجانب الآخر ورسخت بشكل كبير عبرعقود طويلة من الزمن، ووجدت مجالها الأوسع للتطبيق أيضاً، بعد الثورة الخمينية عام ( 1979م ) في إيران، وحاجة الماسونية والصهيونية إلى استنهاض عقيدة (التطرف) وأحيتها في العراق وأشعلتها في الشام، ليكونوا في دوامة اللعبة السياسية القذرة والفوضى الخلاقة التي تحركها شبكة عنكبوتية، مخابراتية بالغة الدقة والتعقيد من خلف الكواليس، حتى وصلنا إلى فكرة الفرق الإرهابية الجهادية مثل ( حزب الله الإيراني في لبنان والقاعدة في أفغانستان وداعش وأبو فضل العباس في سوريا والحوثيون باليمن وفيلق القدسالإيراني وفيلق بدر وعصائب الحق في العراق، لتكريس أفكار تدميرية لعقول البشر، لبلورة مسميات وأفكارعديدة لجماعات تختلف ربما فيما بينها، لكنها تتفق في الجوهر والمضمون، فربما يكون تنوعها جزءاً من صناعة اللعبة، بغية السيطرة على هذه المجموعات لأغراض المناورة التي تسهل مع جماعات صغيرة متفرقة لا يمكنها التمرد على مراجعها العليا، أو مواقعها اللوجستية التي تديرها من هنا وهناك. إن هذا الواقع يتطلب من الدول العربية والإسلامية، جهوداً عاجلة وعقد قمة طارئة عربية أو عقد قمة لمؤتمر إسلامي أو دولي، قبل فوات الأوان، وأن تتكاتف جهودهم للعمل على إخراج شعوب هذه المنطقة من أتون الصراعات العرقية والطائفية العقيمة التي لن تنتهي ولن تعود بأي فائدة ولن تدعم الاستقرار والسلم الدوليين. فالواجب يحتم عدم السماح لهذه الفرق الضالة التكفيرية بأن تزرع بذرة الفتنة والتطرف الخبيث الذي يرمي إلى إعادة رسم خريطة الدول العربية والإسلامية، وإذكاء الدسائس من أجل شرخ صفوف المسلمين (سنة وشيعة) من خلال صناعة ثقافة تدميرية لها أتباع ومريدون من كلا الطرفين.