حذر خطيب المسجد الحرام، الدكتور صالح بن حميد، من مواقع إلكترونية قال إنها تتفنن في تأليب الشعوب ونشر الاضطراب وزرع الفتن، مؤكداً أن هناك من يستخدم وسائل شتَّى لشق الصف وإحداث الفتن وزرع اليأس ونزع الثقة. وخلال خطبة الجمعة في المسجد الحرام أمس، قال ابن حميد إن وسائل التواصل وأدوات التواصل تزخر بسيل معلومات هادر متدفق لا تمييز فيه بين المحق والمبطل والصادق والكاذب بعد أن باتت المعلومات الصائبة والخاطئة تسري أسرع من النار في الهشيم «مما يوجب أخذ الحيطة والحذر». وتحدث ابن حميد أيضاً عن بث الشائعات ووصفه بأحد أساليب استهداف العدو لأمة الإسلام، منبهاً إلى خطورة التهجم على البلاد ومكتسباتها وقياداتها ونزع الثقة من رجالاتها من العلماء الراسخين والساسة الصادقين والوطنيين المخلصين. وبحسب خطيب الحرم المكي، فإن من وسائل الاستهداف تصيُّد الأخطاء ونشر العثرات. أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد أن التكالب على أمة الإسلام وديارها لا يخفى على أحد، حيث تحاك المؤامرات ضد الأمة وشعوبها وقرارها واستقرارها واجتماع كلمتها واستقلالها، لافتاً إلى أنه بين عوامل اليأس والإحباط والاستعجال تعمل الأيدي الخفية لإضعاف الأمة وتقطيعها وتمزيقها وتقسيمها؛ مستخدمة وسائل شتَّى لشق الصف وإحداث الفتن وزرع اليأس ونزع الثقة. وقال في خطبة الجمعة أمس من المسجد الحرام إن وقفة الصدق مع النفس ومع الأمة تقتضي المصارحة في المحاسبة ولو بغليظ من القول؛ فإن الدواء مرٌّ، فمع ابتداء عام وانتهاء آخر يحسُن التأمل ويُطلب التدبر ويُقرأ كل ما يخطه التاريخ. وبيَّن أن «من مشكلات أبناء هذا العصر ما تزخر به وسائل الاتصال وأدوات التواصل من سيل المعلومات الهادر المتدفق، لا تمييز فيه بين المحق والمبطل والصادق والكاذب، فسريان المعلومات الصائبة والخاطئة أسرع من النار في الهشيم مما يوجب أخذ الحيطة والحذر، ناهيكم عن المواقع المنظمة التي تتفنن في تأليب الشعوب ونشر الاضطراب وزرع الفتن». وبين ابن حميد أن من مظاهر استهداف العدو لأمة الإسلام وشعوبها بث الشائعات بأنواعها، والتهجم على البلاد ومكتسباتها وقياداتها، ونزع الثقة من رجالاتها من العلماء الراسخين والساسة الصادقين والوطنيين المخلصين، يتصيدون الأخطاء وينشرون العثرات بالإضافة إلى بعض التعليقات الساخرة التي ظنوا أن المقصود بها مجرد الإضحاك والتسلية وهي تعمل عملها لزعزعة النفوس واضطراب الرؤى. وكشف أن من أخطر مظاهر الاستهداف ما جُرَّ إليه بعض أبناء الأمة في جهل وانخداع؛ حيث وقعوا في دائرة الغلو في الدين واُقتيدوا إلى المهالك بدافع من حماس وجهل، وجمعوا بين سفه الأحلام وقلة التجربة والخبرة وضعف التفكير والإدراك. وقال إن «أقرب طريق للمعرفة والإدراك أخذ العبرة وسلوك مسالك الاعتبار؛ فعلى المؤمن الناصح والمعتبر الصادق أخذ العبرة مما يحدث من حوله من أحداث جرَّت الويلات على ديار المسلمين والنظر في ديارهم التي أصبحت مسرحاً لسفك الدماء وتشريد الأسر وضياع الثروات واضطراب الأحوال، نسأل الله أن يكشف كربهم ويرفع ضرهم وأن يحفظهم ويعيد إليهم اجتماعهم وأمنهم واستقرارهم وجمع كلمتهم على الحق والهدى». ودعا في خطبته أن يحفظ الله بلاد الحرمين الشريفين أرض المقدسات وأشرف البقاع على وجه الدنيا وبلد التوحيد والوحدة. وقال: «إن هذه البلاد المباركة قبل وحدتها وتوحدها كانت تعيش على هامش التاريخ، فلم يكن الوصول إلى الحرمين الشريفين آمناً ولا ميسراً، وتمَّ توحيدها فانتقلت من حالة العزلة والتهميش إلى التأثير والتغيير والحضور على الأصعدة العالمية والإقليمية». وأبدى ابن حميد تعجبه ممن يريد أن يفرِّق بين الدين وهذه الدولة، ويظن أن ما بينهما إنما هو حلف يمكن أن ينفك أو يمكن الانفكاك منه، فهذه غفلة عن سنن الله في التاريخ والأمم والدول، إن ما بين الدين وهذه الدولة هو عصبية نشأة وكل دولة تنفك عن عصبية نشأتها لا تقوم لها قائمة، فالالتزام بالإسلام وتحكيمه والدعوة إليه في هذه الدولة المباركة ليس مجرد وظيفة من وظائفها بل هو روحها وحياتها وهدفها ومنهجها. ودعا الشباب إلى تقدير هذه النعم وحفظها والمحافظة بكل ما أوتوا من قوة وحزم على أمن بلادهم ووحدته والالتفاف حول قيادته، وقال: «الحذر الحذر أن يذهب هذا الأمن الوارف؛ فكونوا معتبرين قبل أن تكونوا عبرة، وازنوا بين المصالح وقيام الدين وشعائره ورصِّ الصفوف واتحاد الكلمة ووحدة القيادة المسلمة ولزوم الجماعة والرجوع لأهل العلم الراسخين». وبيَّن أن الأخطاء موجودة والكمال ليس مدَّعى، لكن لا يجوز لأي عاقل فضلاً عن مسلم ومواطن مخلص أن يكون النقد والمطالبات على حساب سلامة البلاد وأمن الأوطان واجتماع الكلمة، فالمطلوب هو النصح والتناصح والمعالجة بالحسنى وسلامة الصدور والصدق في المعالجات والعزم على الخير وتحصيله ودفع الشر وتفويته، مشيراً إلى أنه ليس من النصح ولا من الإخلاص تصوير البلاد وكأنه لا خير فيها، واقتناص الفرص لإشاعة الفوضى ونشر البلبلة، فليس مخلصاً من يهدم ثوابت بلده وقيم مجتمعه باسم النقد وحرية التعبير، وكذلك من يظن أن هناك تعارضاً بين الوطنية والإسلام. وفي المدينةالمنورة أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي، وجوب أداء الحقوق الواجبة على المكلف، بدءاً بحق الله ورسوله على العبد، وحقوق الوالدين على الولد، وحقوق الناس عليه. وشدَّد في خطبة الجمعة من المسجد النبوي الشريف أمس، على أن أداء الحقوق واجبة على المكلف، فلا ينفع الله طاعة الخلق، ولا تضره معصيتهم، لقوله عز وجل «من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها.. الآية». وأوضح أن أداء الحقوق الواجبة على العبد يعود نفعها في آخر الأمر إلى المكلف بالثواب في الدنيا والآخرة. وقال: إن التقصير في بعض الحقوق الواجبة على المكلف أو تضييعها وتركها بالكلية، يعود ضرره وعقوبته على الإنسان المضيع للحقوق الواجبة في الدين، لأنه إن ضيَّع حقوق رب العالمين، لم يضرّ إلا نفسه في الدنيا والآخرة، والله غني عن العالمين، لقوله سبحانه «هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ… الآية». وبيَّن الشيخ علي الحذيفي أن حقَّ الرّب الذي يجب حفظه هو التوحيد، وأن الله وعد عليه بأفضل الثواب، حيث قال عز وجلّ: «وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ». وحذَّر من تضييع العبد الحقوق الواجبة عليه في الدنيا، فمن ضيّع حق الله عز وجل بالشرك به، واتخاذ وسائط من دون الله يعبدهم، ويدعوهم لكشف الضر والكربات، وقضاء الحاجات، ويتوكل عليهم، فقد خاب وخسر، وأشرك وضل سعيه، فلا يقبل الله منه عدلاً ولا فدية، ويقال له ادخل النار مع الداخلين، إلا أن يتوب من الشرك بالله.