أكد مدير عام الشؤون الصحية في منطقة تبوك الدكتور على بن مقبول العرابي الغامدي، أنه لن يجامل في حق من يخطئ أو يتهاون في تقديم عمله مهما كان عمله أو منصبه. جاء ذلك في حديثه ل «الشرق» والذي اشتمل على موقف المديرية ووزارة الصحة من الهجرة العلاجية في المناطق الحدودية لدول الجوار، وكذلك تطرق في حديثه إلى عدد من النقاط التي تهم صحة تبوك ومواطنيها، كما نفى ما تردد عن إلغاء مشروع المدينة الطبية وتحويله إلى مستشفى تخصصي. * كيف تقيِّمون عمل القطاع الصحي الآن؟ - أفضل من يقيِّم الخدمات الصحية في منطقة تبوك هو المواطن والمواطنة؛ لأنهم هم الذين يستفيدون من الخدمة ونسعى لرضاهم وتحقيق تطلعاتهم، وخلال الأعوام الماضية قامت الشؤون الصحية بمنطقة تبوك بإقامة العديد من البرامج التي تسعى لتحقيق رضا المستفيد والوصول للمواطن بالخدمة بالطريقة التي يتمناها. * منطقة تبوك منطقة حدودية ويلاحظ اتجاه العديد من أبناء المنطقة للهجرة العلاجية لدول الجوار فما موقف وزارة الصحة منها؟ - أنا لا أتفق أن الهجرة العلاجية أصبحت ظاهرة خصوصا أنه ليس هناك دراسات وإحصائيات وأرقام قد تبرهن هذا الشيء أو تنفيه، ونحن لا ننفي قيام بعض من الإخوة والأخوات للعلاج في الدول المجاورة ولكن عندما تنظر إلى إحصائيات الشؤون الصحية في منطقة تبوك يتضح الفرق الكبير بين أعداد المرضى وأعداد المراجعين الذين يراجعون المنشآت الصحية بالمنطقة، فهي أعداد كبيرة جدا ليتضح كم تم علاجه، والوزارة ولله الحمد خطت خطوات كبيرة وإيجابية لسبيل تطوير الخدمات الصحية في المنطقة ومن أهم هذه الخطوات تطوير وتحديث المنشآت؛ لذلك المنطقة مقبلة على نقلة نوعية كبيرة في هذا المجال من خلال إنشاء العديد من المستشفيات، منها في مدينة تبوكالمدينة الطبية والتي تحتوي مستشفى الملك فهد التخصصي وهو في مراحله الأخيرة بسعة 500 سرير ويقدم خدمات عالية تخصصية للمرضى، وخطة لبناء مستشفى للنساء والتوليد ومستشفى للنفسية والإدمان، هذا داخل مدينة تبوك أما في المحافظات فلدينا العديد من المستشفيات الحديثة منها ما تم تشغيله والآخر ما هو تحت الإنشاء وفي طريقه للانتهاء منها في كل المحافظات، فمستشفى الوجه وحقل يعملان على أعلى التجهيزات، ومستشفى تيماء على وشك الافتتاح، وأما مستشفى ضباء وأملج فهما في مراحل متقدمة من البناء. هذه المنظومة من المستشفيات بالإضافة للمراكز الصحية الحديثة ومنها 35 مركزا حديثا تم الانتقال إليها مع وجود قضية مهمة لقيت دعما من معالي الوزير من خلال الطبيب الزائر، والتي تم استقطاب العديد من الاستشاريين من الدول العربية والإسلامية والغربية. وهذا الاستقطاب طوّر الخدمة الطبية المقدمة فكل هذا مع التجهيزات التي حظيت بها المنطقة في الفترة الأخيرة لعلها تطور الخدمة وتسعى للحد من هذه الهجرة أو ما ذكر في السؤال، ونتمنى للجميع الشفاء، كما أن هناك شيئا مهما وهو أن الوزارة متكفلة بعلاج المريض إذا كان يحتاج للعلاج سواء داخل أو خارج المملكة؛ لذلك لدينا الهيئة الطبية العامة تقوم بدورها بتحويل المرضى إلى الرياض أو جدة، وإذا استدعت حالته للعلاج خارج المملكة فإنه يتم الرفع بذلك إلى الهيئة الطبية العليا بالرياض؛ لتقرر إذا ما كان المريض يحتاج لذلك كما أنه لدينا تعاون بناء ومثمر مع مستشفيات القوات المسلحة في المنطقة، وهذا كله يساعد في تطوير الخدمة الصحية المقدمة. * هناك شكاوى من ضعف الخدمة العلاجية المقدمة في مستشفيات المنطقة؟ - الحقيقة للعاملين في المجال الصحي معايير لا يمكن أن يتم تجاوزها، ومنها لا يسمح لأي طبيب أن يمارس العمل من دون أن يكون مصنفا من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وكذلك لديه تسجيل مهني حديث وهذا يعتبر مرجعية علمية عليا مستقلة في المملكة؛ لتقييم وفحص مستوى الأطباء، وهذا يجعل الإنسان يعمل في ظل إمكانية صحيحة ويثق بأن هذا الطبيب تم فحص شهاداته وتم عمل امتحان له وتقييمه ثم أعطى هذا التصنيف، وإذا ثبت خلال الفحص أو التقييم أن الطبيب غير قادر على أداء المهنة يتم إلغاء عقده فورا. * مدى قناعاتكم بالأجهزة الإدارية التي تدير المنشآت الصحية وخصوصا المستشفيات بالمنطقة، وهل هناك آلية متابعة لهم؟ - نحن نشكر كل من يسعى لخدمة الناس وتقديم الخدمة المميزة لهم وهذا لا يعني أننا لا نتابع ونقيِّم، فنحن نعمل على المتابعة والتقييم، وهناك اتصال يومي مع جميع مديري المستشفيات، ونسعى للتغيير والتطوير وهو أمر مستمر؛ فالوظيفة كما يعلم الجميع هي مهمة ووسيلة لخدمة الناس وإذا ثبت لنا بأن هذا الأمر غير محقق فسوف يتم التغيير مباشرة بدون تردد لذلك نحن نسعى إلى تطوير قدرات زملائنا مديري المستشفيات والعاملين معهم من خلال الدورات والتدريب والاجتماعات، والوزارة قامت بجهد مشكور في هذا المجال. * هل هناك نقص في الكادر التمريضي بالمستشفيات؟ - ليس هناك نقص في أعداد التمريض، ولدينا العدد كبير. ونحن نبحث دائما عن التطوير للكفاءات التمريضية ونحن نشجع كل ممرض أو ممرضة للتطوير من خلال الدورات أو مواصلة التدريس ونحن ساعون في سعودة التمريض فلدينا نسبة السعودة رجال 100% أما الجانب الأنثوي فنحن ماضون وساعون في هذا المجال وخطوات متسارعة؛ لذا يجب على زملائنا من ممرضين وممرضات تطوير ذاتهم وأنا أعدهم بأنني سوف أبذل كل جهد لهذا الأمر مما شأنه تطوير ما ينعكس على الخدمة المقدمة. * ظهرت قبل فترة إحدى القضايا الخاصة بالفساد الإداري بالمنطقة فهل تم رصد مثل تلك الحالات؟ الحديث عن مثل هذه الأمور يتطلب الصدور من الجهات المختصة بالعمل الرقابي بالأداء الحكومي، لم يحدث من قبلها أي توجيه لنا أو إصدار أي عقوبات باتجاه أشخاص في العمل الصحي بمنطقة تبوك. * ما صحة ما أشيع عن نقل مشروع المدينة الطبية من منطقة تبوك إلى أحد المناطق الأخرى؟ - ما زال مشروع المدينة الطبية موجودا وقد تم بدء العمل به، وهو يضم مستشفى الملك فهد التخصصي بسعة 500 سرير ومستشفى للنساء والتوليد بسعة 200 سرير ومستشفى للنفسية والإدمان 200 سرير ومختبرا إقليمي ومركزا للسموم والكيمياء الطبية الشرعية ومبني للمختبرات ومركزا للسكري ومركزا للأسنان تخصصي ومركزا للكلى. وهذا المشروع قائم واعتماداته المالية كما هي. * مستشفيات المحافظات تعاني نقص بعض التخصصات الطبية ما توجهكم بشأنها؟ - تركيزنا في الفترة القادمة هو أن نغطي جميع هذه المستشفيات بالتخصصات الضرورية وبالحد الممكن من الأطباء وهذا بدأنا به وأيضا بدأنا بتقوية مستشفى الوجه؛ ليتمكن من خدمة محافظة الوجه أو المحافظات المجاورة من خلال دعم المستشفى بالأطباء الدائمين أو من خلال الطبيب الزائر لتقديم الخدمة، وهذا لا يصل للطموح الذي نريده ولكن قد تقف بعض العوائق لقبول بعض الأطباء للعمل في المحافظات، ونحن نعمل على تفادي مثل هذه المشكلات لذهاب الأطباء إلى المحافظات. والأعداد الموجودة الآن من الأطباء في جميع محافظات المنطقة من التخصصات الأساسية والضرورية هي شبه مقبولة ومعقولة وليس ما نريده ونطمح إليه. * كيف تنظرون للبنية التحتية للقطاع الصحي بالمنطقة خصوصا سيارات الإسعاف القديمة؟ - بالنسبة لسيارات الإسعاف كان من أهم ما حرصنا عليه في الشؤون الصحية بمنطقة تبوك؛ فالجميع يعلم بأن منطقة تبوك منطقة كبيرة تضم العديد من المحافظات والمراكز المتباعدة بمسافات كبيرة، وقد حظينا بدعم بشأنها وهناك احتياج حقيقي لسيارات الإسعاف، وتفهمت الوزارة ووضعت المنطقة في أولوية الوزارة، وتم العام الماضي دعم المنطقة ب 28 سيارة إسعاف جديدة وتم توزيعها على مستشفيات المحافظات، ولا يوجد مستشفى بالمحافظات إلا ولديه سيارات إسعاف حديثة بما لا يقل عن ثلاث سيارات، في كل مستشفى محافظة، كذلك لدينا في مدينة تبوك إدارة الطوارئ ولديها سيارات إسعاف حديثة تعمل بغرفة عمليات حديثة، وتم تحديث أجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية؛ ليتم تغطية جميع المنطقة وكذلك جميع المراكز الصحية مدعومة بسيارات الإسعاف ويمكن أن بعض تلك المراكز بها إسعافات غير مناسبة ولكن نحن في خطة لدعمها وتغييرها بشكل كامل. * الأخطاء الطبية كيف تنظرون لها في العمل الصحي بالمنطقة؟ - أي تعامل مع المريض، إما المريض أو ذووه يشتكون مباشرة بأنه يوجد خطأ أو تقصير طبي، فيتم تحويلها للجهة المختصة سواء المخالفات الطبية أو الهيئة الصحية الشرعية بالمنطقة أو للجنة النظر لمخالفات المؤسسات الصحية، وهي لجان معتمدة من قبل معالي وزير الصحة.