وجه أستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود، الدكتور محمد الجميل، نقداً إلى مؤلف كتاب «علوم الحديث من نقد السند إلى نقد المتن»، الدكتور حسن حنفي، مطالباً إياه بمراجعة ما كتبه، نظراً لوقوعه في إشكالات كثيرة، حسب قوله. وأوضح الجميل، في محاضرة ألقاها صباح أمس في مجلس حمد الثقافي بالرياض تحت عنوان «وقفات مع حسن حنفي في قراءاته لصحيح البخاري»، أن الملاحظ على جميع التعليقات ال19 التي أدلى بها حنفي في كتابه، تفتقر للصواب، متسائلا: هل كان الهدف من عمله ذلك التهجم على السيرة النبوية، أم قصور في فهمه؟ وكان الجميل قد افتتح المحاضرة التي أدارها الدكتور عبدالرحمن المديرس، بتقديم نبذة عن حنفي، أستاذ الفلسفة في جامعة القاهرة، مبيناً أنه حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة السربون، ويعرّف نفسه بأنه «مسلم يساري»، مشيراً إلى أنه حاول أن يتصدر التجديد في الفكر الإسلامي في كتبه ومؤلفاته التي وقع فيها في كثير من الإشكالات الناجمة عن قصور فهمه في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية التي لا تمت إلى تخصصه بصلة، طبقاً لقوله. ثم قدّم نبذة عن محتويات الكتاب، لافتاً إلى أن حنفى استند في بحثه على نسخة للبخاري طُبعت قبل تسعين عاماً، متجاهلاً الطبعات الحديثة، في إشارة إلى وجود قصور في تلك الطبعة التي اعتمد عليها. وقال إن حنفي إما سقيم الفهم، أو متعمد الإساءة إلى نفسه وإلى السيرة النبوية والحديث، مضيفاً أن حنفي يعد نفسه مجدداً للفكر الإسلامي. ثم سرد المحاضر رأي حنفي في «صحيح البخاري»، لافتاً إلى أنه قال في كتابه عن «صحيح البخاري»: هو «أول الإصحاحات الخمسة أو الستة، وأصحها عند الخاصة والعامة وأكثرها تقديراً، يُقَسمُ به، ويُتبركُن ويتهادى ويحفظ في المكتبات والمنازل ويوضع على الموائد في القصور كوثن أو تمثال؛ في حين أن أكثرها إيغالاً في الغيبيات والإسرائيليات والخرافات والثقافات الشعبية». وأضاف أنه استشهد بما جاء في «صفة الجنة»، و«التكبير والتسبيح»، و«الرقية من العين»، و«تحنيك المولود»، و«سراقة بن مالك»، و«وضوء النبي علاج للمريض»، و«البول على الطعام»، و«التلبينة للمريض»، و«العنزة»، و«نفور الدابة»، و«النبي والسحر»، و«هوام الرأس»، و«الكمأة»، وغيرها من المواضع التي سردها في كتابه. وأشار الجميل إلى أن حنفي يسخر من عديد الروايات في «صحيح البخاري»، مبدياً استغرابه من صمت علماء الأزهر عنه، وعدم الرد عليه.