دعا المشاركون في أعمال المؤتمر الدولي حول أعباء السرطان «سد الثغرات» الذي اختتم أعماله أمس بعد ثلاثة أيام من الجلسات، دول مجلس التعاون الخليجي لبذل كافة الجهود والعمل على خفض معدلات وفيات أمراض السرطان بنسبة 25% في غضون 10 سنوات (2015 – 2025) وذلك حسب توجهات منظمة الصحة العالمية. وأصدر المجتمعون «إعلان الرياض» والوثيقة الصادرة بهذا الشأن حول أعباء السرطان كأول وثيقة إقليمية تؤكد على أهمية سد الثغرات والدور الفاعل لاقتصاديات هذه المجموعة النوعية من الأمراض والاستثمار في الوقاية منها، وتضمنت الوثيقة عديداً من التوصيات منها: حث وزارات الصحة في دول مجلس التعاون والمركز الخليجي لمكافحة السرطان والوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، على أهمية إنشاء جهة مرجعية تعنى باقتصاديات وأعباء أمراض السرطان يتم تأسيسها ضمن الهيكل التنظيمي الخاص بوزارات الصحة. وكذلك حثَّث الوثيقة على تقديم المشورة للدول الأعضاء فيما يتعلق بجهودها لتخطيط البرامج الوطنية للاستخدام الأمثل للموارد والإنفاق على التوعية والتثقيف الصحي والمكافحة والوقاية والاكتشاف المبكر والرعاية والتأهيل من أمراض السرطان، والمساعدة في إعداد السياسات التي تعزز الأساليب الصحية للحياة وتتعامل مع عوامل الاختطار الأخرى المسببة لهذه النوعية من الأمراض. وكذلك تعضيد الجهود الوطنية والإقليمية والدولية المشتركة للحد من أعباء السرطان، ونشر حصائل البحوث والأنشطة الدولية والإقليمية في مجال اقتصاديات وأعباء أمراض السرطان. كما أكد المجتمعون على أهمية تنشيط الخطط والبرامج الوطنية لمجابهة ومكافحة أمراض السرطان، وطالبوا الدول الأعضاء باستكمال برامجها الوطنية حول اقتصاديات وأعباء أمراض السرطان التي تستوجب تشكيل مجموعة من الاختصاصيين في مجال اقتصاديات الصحة وتأهيلهم التأهيل المناسب للقيام بهذا الدور الحيوي المهم، وتدريب وتأهيل مهنيِّي الرعاية الصحية ومتخذي القرار حول المسائل المتعلقة باقتصاديات الصحة عموماً والسرطان بصفة خاصة. كما دعا المؤتمر إلى تعزيز سياسات تمكين المرأة والمجتمع المدني في مجالات مكافحة ورعاية أمراض السرطان بشكل تكاملي مع كافة أطر النظم الصحية المعمول بها والخطط الاستراتيجية الوطنية لتعزيز الصحة وفي مختلف المجالات المجتمعية والتوعوية والدينية والاقتصادية، مع التركيز على دور حماية صحة المجتمع من خلال إيجاد آلية فاعلة وميسرة لرصد البيانات حول انتشار عوامل الاختطار والمعلومات اللازمة عن أمراض السرطان عامة ولدى النساء بصفة خاصة، وإعداد برامج توعوية لتأهيل الكوادر في مجال صحة المرأة لضمان نشر الوعي الصحي في المجتمع. رفع المشاركون في المؤتمر شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على استضافة المملكة لأعمال المؤتمر خلال الفترة من 27 إلى 29 من ذي الحجة الجاري، حيث جاء انعقاد المؤتمر تأكيداً للدور الريادي الذي تقوم به المملكة على الساحتين الإقليمية والدولية والمكانة المرموقة التي وصلت إليها في مواجهة هذا المرض. قال رئيس المؤتمر إن المؤتمر عقد برعاية وزير العمل وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه، ونظمه المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون والمركز الخليجي لمكافحة السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وبمشاركة ممثلين من مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، وبمشاركة منظمة الصحة العالمية والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط والاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، وعدد من المنظمات والجمعيات الإقليمية والدولية، وبحضور الأميرة هيفاء الفيصل والأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز ومدير عام مؤسسة الحسين للسرطان الأميرة دينا مرعد.