اشتبكت قوات الأمن التونسية أمس الخميس مع مجموعة مسلحة في الضاحية الشمالية الغربية للعاصمة في أعمال عنف تأتي وسط مخاوف في تونس من تصاعد هجمات متطرفين تزامناً مع الانتخابات التشريعية. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، محمد علي العروي، في وقتٍ سابق لإذاعة «موزاييك إف إم» التونسية الخاصة، إن «وحدات الحرس الوطني حاصرت أحد المنازل في منطقة وادي الليل بولاية منوبة شمال غرب العاصمة قبل أن تجري عملية تبادل إطلاق نار». في السياق ذاته، ذكر مسؤول في الشرطة أن شرطياً قُتِلَ برصاصة «أصيب بها في العين» وأصيب آخر بجروح. وبحسب المصدر ذاته، فإن أسرة أحد المسلحين المتحصنين في المنزل توجد معه داخله. وتعذَّر على المسؤول الأمني تحديد عدد الموجودين في المنزل، لكن وزارة الداخلية قالت إن امرأتين وأطفالاً كانوا في الداخل. ودعت قوات الأمن التي انتشرت بكثافة في المكان عبر مكبرات صوت المسلح أو المسلحين إلى الاستسلام وسط استمرار تبادل متقطع لإطلاق النار. في سياق متصل، وقعت مواجهات في وقتٍ سابق من صباح أمس بين الشرطة و»عنصرين إرهابيين» في قبلي (500 كلم جنوبي العاصمة)، بحسب العروي الذي أضاف أن حارس إحدى المؤسسات قُتِلَ بأيدي المسلحين اللذين قُبِضَ عليهما. وفي شمال غرب تونس، أصيب جنديان بجروح طفيفة إثر انفجار لغم لدى مرور عربتهما في منطقة ساقية سيدي يوسف القريبة من الحدود مع الجزائر، بحسب ما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع بلحسن الوسلاتي. وتستخدم خلايا متطرفة الألغام منذ عامين في هذه المناطق. وشهدت تونس منذ يناير 2011 تنامياً للهجمات التي تُنسَب إلى تنظيمات متطرفة. وقُتِلَ عديد من عناصر الجيش والأمن كما تم اغتيال اثنين من قيادات المعارضة المناهضة للإسلاميين. ويلاحق الجيش التونسي منذ نحو عامين مجموعات متطرفة على صلة بتنظيم القاعدة، قرب الحدود مع الجزائر. وبحسب السلطات التونسية، تم القبض على عديد من المسلحين في الأشهر الأخيرة وإحباط عديد من الاعتداءات التي كانت تهدف إلى زعزعة استقرار تونس مع اقتراب موعد الانتخابات. ويُتَّهم إسلاميو حزب النهضة الذين يعتبرون من الأوفر حظوظاً في هذه الانتخابات التشريعية من قِبَل خصومهم بأنهم تساهلوا أثناء فترة حكمهم التي استمرت عامين حتى بداية 2014 مع تنامي مجموعات مسلحة متطرفة، وهو ما ينفيه حزب النهضة. وعاشت تونس في 2013 أزمة سياسية حادة إثر اغتيال اثنين من قادة المعارضة لحزب النهضة. وأدت مفاوضات مطولة إلى مغادرة الإسلاميين الحكومة ما أتاح التوافق على تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية قبل نهاية 2014.