عامل رئيس من عوامل الضحك وأبجدياته الأولى، لا ينكرها سوى المغفلين من أصحاب الصور المتحركة، وكما نسمع كثيراً عن مقولة الضحك بدون سبب من قلة الأدب، فهل نتفق مع قلة الأدب وفلسفتها وجلبابها الواسع الذي نطلقه كيف ما نشاء! ونلصقها بالضحك الذي نعتبره بدون سبب أو الذي نراه حسب رؤية أمزجتنا الضيقة بدون سبب، وهل يحق لنا بأن نلصق تهمة قلة الأدب في محيا كل ضحوكٍ معشراني، وهل يعقل أن من يضحك تلقائياً حسب برمجته المرحة ومزاجه المفرفش نعتبره وبدون سبب قليل أدب، وهل أصبحت حياتنا معقدة لحد كبير لنحسب فيها الضحكات البريئة (خروجاً عن النص) وهل تتفقون معي أن لكل شيء سبباً حتى الضحك الذي قالوا عنه بدون سبب (بلاهة) وهو نعمة من الله وهبها ليأنس بها الخلق، وهو صحياً مفيد للروح والجسد، وهل من المفترض أن نبكي ويكون للبكاء حرية مطلقة؟ وقبل أن نضحك يجب أن نبحث عن سبب قوي لنبرر ضحكنا، أو نكتم ضحكتنا المتمردة ونسجنها خلف القفص الصدري، وهل من اللائق أن نتفاعل مع من يبكي ولا نعلم ما سبب حلطمته، وننظر نظرة حقد على من ضحك ولا نعلم ما سبب ضحكته ورزانتنا (الخرطي). أيها السيدات والسادة : اعلموا أن الضحك نعمة من الله تعالى وله فوائد كثيرة ومنعشة تنعش أجسادنا وتنفض عنها ما علق بها من شيء يعكر صفونا، فلا تجعل الرسمية الزائدة عن حدها تلصق حاجبك الأيمن بالأيسر لتشكل في وجهك حادثاً مرورياً شنيعاً ومروعاً، العيون غائرة وحائرة وأنف تثور منه الحمم البركانية وشفتان التصقتا ببعضهما كالهلال المقلوب، فأرجو من الجميع أن يتدغدغ كل يدغدغ نفسه بنفسه ويتذكر كل شيء يدغدغ، فإن لم تنفع مع الدغدغة الحسية والفكرية ما عليك سوى رفع الأيمن أو الأيسر لدغدغة نفسك يدوياً فإن لم تستجب لنداء الدغدغة أنصحك بمراجعة طبيب نفسي. الخلاصة: من أقوال الرسول صلّى الله عليه وسلّم في الابتسامة والضحك: 1/ إن الله يُبغض المُعبس في وجوه إخوانه. 2/ تَبسُّمك في وجه أخيك صدقة.