طالب مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المعلمين والمعلمات بالحرص على الآداب التي تحقق لهم مرادهم وتجعلهم يؤدون واجباتهم بكل أمانة وإخلاص، لكي يكون علمهم نافعاً ومقصدهم ناجحاً وتربيتهم تربية صالحة مؤثرة. ومن تلكم الآداب، الإخلاص لله جل وعلا. وقال في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض أمس، إن الإخلاص لله أصل في قبول العمل، لأن الله لا يقبل من عامل عمله حتى يكون عمله خالصاً لله، وحتى يكون عمله على وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فالواجب على المعلم الإخلاص لله في علمه، وليحذر أن يكون علمه وتعلمه لأجل مباهاة العلماء أو مجاراة السفهاء أو تقدير الناس له. يقول صلى الله عليه وسلم :»من تعلم علماً ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يتخير المجالس فالنار النار». وحث المفتي المعلم على الإخلاص لله في وظيفته، عسى الله أن يجعل لديه خيراً ينقذ جاهلاً ويبصر غافلاً ويعينه على أداء مهمته، لأنه مسؤول والمعلم والتعليم قوام المجتمع فمتى صلح المعلم وأدى المعلمون واجبهم ذكوراً وإناثاً سعد المجتمع بهذه الأخلاق الكريمة. وأكد أنه لا بد أيضا من أن يتخلق بحسن الأخلاق وجميل الصفات، ليسمو في أعين طلابه فيقبلوا عليه ويتلقوا ما يقول بالقبول، ومتى كان سيئ الخلق ضيق النفس مع الآخرين فإنهم لا ينتفعون بعلمه، وأصبح علمه خاصا به لا ينتفع به أحد. وطالب المعلم والمعلمة التحلي بالصبر، فإن بالصبر تنضبط أموره ويعان على حل المتاعب والمشاق، فإن الله خلق الناس أمزجة مختلفة وطباعا متنوعة، يحتاجون إلى من يصبر على أمورهم ويحل مشكلاتهم، فأبناؤنا وبناتنا في أمس حاجة إلى أن نصبر عليهم ونعالج مشكلاتهم. وقال: أخي المعلم قد تقف على بعض مشكلات الأبناء وما يعوقهم في دراستهم، إما مشكلات داخل بيوتهم بين الوالدين أو بين الإخوان، فلابد أن تعالج المشكلة وأن تحرص على حلها بين الطلاب وضرورة الاتصال بأولياء أمورهم، لأنك مؤتمن على هذا الأمر العظيم، فلابد من صبر واحتساب وتحمل في سبيل العلم. وتابع»: لابد من أن يلتزم المعلم والمعلمة بالتعامل بالعدل مع الطلاب، فالطلاب أمام معلمهم كأنهم رعية أمام راعيهم، فيتعامل معهم بالعدل في أمورهم كلها». كما طالبه بالرحمة والإحسان إليهم، فلابد من حلم وسماحة وأخلاق كريمة، فبالحلم والسماحة يجرؤ الطلاب على معلمهم فيسألونه ويستفسرون منه عما صعب عليهم فهمه، وبقسوة قلبه وجفائه يفرون منه فلا يسألونه. ودعا المعلمين والمعلمات أن يكونا قدوة صالحة حسنة لطلابهما، فإن المعلم إذا اتقى الله وأدى واجبه، وكان مظهره إسلامياً طيباً وألفاظه طيبة، لا يتكلم إلا بخير ولا يقول إلا خيرا، يتحدث مع طلابه باتزان وعقلية راجحة. لا يخوض معهم في أمور ترهات لا قيمة لها، بل يظهر لهم حلمه وقدرته على أداء الواجب مع التخلق بالأخلاق الكريمة والصفات الحميدة، فلسانه طيب وعمله طيب وتقويمه طيب، فيعاملهم بما يحب أن يعامل أبناءه من صبر عليهم وتوجيه وإرشاد ونصيحة وانضباط، فيناقش ويحذر، فلعل للطالب مشكلة في بيته فينظر فيها نظرة الرحمة والمودة والتفهم، لأن الأصل والهدف من ذلك إصلاح الطلاب والهداية إلى الطريق المستقيم.