ارتفع سعر الذهب أمس مع هبوط الدولار بفعل عدم التيقن بشأن توقيت قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) برفع أسعار الفائدة، إضافة إلى المخاوف المتعلقة بالاقتصاد العالمي وهو ما قلص شهية المستثمرين للمخاطرة. في الوقت نفسه، تواصل أسواق الذهب في السعودية انتعاشها، بسبب تراجع الأسعار. وأكد تجار أنه كلما زاد معدل انخفاض أسعار الذهب، كلما زادت عمليات البيع والشراء. وقال يوسف العبدالوهاب (تاجر) إن مبيعات سوق الذهب شهدت ارتفاعاً في الأيام الأخيرة، وتحديداً عندما هوت الأسعار دون 1200 دولار، وقال: «بجانب مبيعات موسم الحج في مكةوجدة، هناك مبيعات أخرى بكميات كبيرة في مناطق السعودية»، مشيراً إلى أن «الإقبال تركز على الذهب الجديد، فيما قل الطلب على الذهب القديم، لتقارب الأسعار». وأضاف «شهدت الأسواق مبيعات كبيرة لأونصات الذهب بجميع أوزانها؛ حيث تفضل جاليات مقيمة في السعودية تجميد أموالها في صورة سبائك ذهب»، مشيراً إلى أن «أي ارتفاع كبير في أسعار الذهب علمياً، سيؤثر في حجم المبيعات في الأسواق السعودية». وصعد الذهب في السوق الفورية مقتربا من أعلى مستوياته في أربعة أسابيع 1237.30 دولار للأوقية (الأونصة) وزاد 0.4% إلى 1227.75. وسجل المعدن النفيس أكبر مكسب أسبوعي له في أربعة أشهر الأسبوع الماضي حينما ارتفع 2.7%. وارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولاياتالمتحدة لأعلى مستوياتها منذ 17 من سبتمبر عند 1238 دولارا للأوقية في وقت سابق. وزاد الذهب 4% من أدنى مستوياته في 15 شهراً 1183.46 دولار للأوقية الذي سجله الأسبوع الماضي بعد بيانات قوية عن الوظائف في الولاياتالمتحدة أطلقت تكهنات عن رفع أسعار الفائدة الأمريكية في وقت أقرب من المتوقع. لكن محضر اجتماع المركزي الأمريكي في سبتمبر أظهر أنه يميل إلى الإبقاء على سياسة التيسير، وهو ما دفع الأسواق إلى إرجاء التوقيت المحتمل لرفع الفائدة. وتدعمت مكاسب الذهب مع تراجع الدولار بعدما حذر مسؤولو المركزي الأمريكي في مطلع الأسبوع من احتمال تأخير رفع أسعار الفائدة في الولاياتالمتحدة في حالة تعثر التعافى العالمي. وهبطت الفضة في السوق الفورية 0.1% إلى 17.32 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاتين 0.2% إلى 1252.75 دولار للأوقية وزاد البلاديوم 0.1% إلى 778.10 دولار للأوقية. إلى ذلك، نزل سعر مزيج برنت الخام عن 88 دولارا للبرميل أمس وهو أقل سعر فيما يقرب من أربعة أعوام بعدما أشارت السعودية والكويت إلى عزمهما الإبقاء على مستوى الإنتاج المرتفع حتى وإن كلفهما ذلك انخفاض الأسعار. واستبعد وزير النفط الكويتي أمس الأول أن تخفض أوبك إنتاجها لتعزيز الأسعار. وقال بيارن شيلدروب كبير محللي السلع في اس.إي.بي في أوسلو «في ضوء هذه التصريحات لا يمكن أن نتوقع خفض إنتاج أوبك قبل اجتماع 27 نوفمبر.» ومن المقرر أن تجتمع أوبك الشهر المقبل لبحث مستوى الإنتاج وتوقع بعض المحللين أن تخفض المنظمة الإنتاج قبل الاجتماع. وهبط سعر مزيج برنت الخام لأقل مستوى منذ ديسمبر كانون الأول 2010 عند 87.74 دولار في التعاملات المبكرة يوم الإثنين لكنه تعافى قليلا إلى نحو 88.60 دولار للبرميل.