ارتفع سعر خام برنت فوق 98 دولاراً للبرميل أمس الجمعة مع تعافي السوق من أدنى مستوياتها في عامين، لكن المخاوف من ضعف الطلب ووفرة المعروض إلى جانب قوة الدولار ما زالت تؤثر سلباً على الأسعار. وسجل سعر برنت في العقود الآجلة انخفاضا شديدا هذا الأسبوع وبلغ أدنى مستوياته في عامين يوم الخميس عند 96.72 دولاراً للبرميل. وارتفع سعر مزيج برنت في عقود أكتوبر تشرين الأول 28 سنتاً إلى 98.36 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 0922 بتوقيت جرينتش لكن خام القياس الأوروبي يتجه لتسجيل أكبر خسارة أسبوعية منذ الأسبوع المنتهي في أول أغسطس آب. وزاد سعر الخام الأمريكي 43 سنتا إلى 93.26 دولاراً للبرميل بعد أن أغلق مرتفعا 1.16 دولار في الجلسة السابقة. وقال محللون إن السوق لقيت بعض الدعم بعد بلوغها أدنى مستويات لها في عدة سنوات يوم الخميس ويرى بعض المستثمرين أن النفط شهد إفراطا في البيع. وواجه الخام موجة بيع مكثفة يوم الخميس بسبب ما ورد في التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية من أن ضعف الاستهلاك في الصين وأوروبا تسبب في تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط بوتيرة ملحوظة. وخفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب بواقع 150 ألف برميل يوميا إلى 900 ألف برميل يوميا لعام 2014 وبمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 1.2 مليون برميل يوميا في 2015. وفضلا عن زيادة إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة ارتفع الإنتاج الليبي إلى أكثر قليلا من 800 ألف برميل يوميا ومن المتوقع وصوله إلى مليون برميل يوميا في أكتوبر تشرين الأول. وكانت المملكة التي تملك أكبر فائض في الطاقة الإنتاجية في العالم خفضت الإنتاج بواقع 400 ألف برميل يوميا في أغسطس آب. وعانت السلع الأولية تحت وطأة قوة الدولار إذ يتجه مؤشر العملة الأمريكية إلى تسجيل تاسع مكاسبه الأسبوعية على التوالي في أطول موجة صعود منذ عام 1997. ويجعل صعود الدولار السلع الأولية المقومة بالعملة الأمريكية أغلى ثمنا على المشترين من حائزي العملات الأخرى. وتعافى برنت من أدنى مستوى له في عامين الذي سجله يوم الخميس بعد أن حذرت روسياالولاياتالمتحدة من أن أي ضربات جوية توجه للإسلاميين المتشددين في سوريا بدون موافقة مجلس الأمن الدولي ستكون عملا عدوانيا. وأثار ذلك احتمال نشوب مواجهة جديدة بين موسكو والغرب. وقال مايكل مكارثي كبير محللي الأسواق لدى سي.إم.سي ماركتس في سيدني إن المخاوف الجيوسياسية تشمل روسيا التي تواجه عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة بسبب الأزمة الأوكرانية. وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات أشد على روسيا دخلت حيز التنفيذ أمس الجمعة وتستهدف بعض الأفراد والشركات المملوكة للدولة لكن قد يتم رفعها إذا التزمت موسكو بوقف إطلاق النار بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا. غير أن روسيا وصفت الإجراءات الجديدة بأنها مناهضة للسلام. من ناحية أخرى تراجعت أسعار الذهب إلى أدنى مستوياتها في سبعة أشهر ونصف الشهر أمس الجمعة متأثرا بتكهنات بأن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة العام المقبل وبتحركات مؤشر الدولار الذي اتجه لتسجيل أطول موجة صعود له منذ عام 1997. ويتجه المعدن النفيس لتسجيل أكبر خسائره الأسبوعية منذ أواخر مايو أيار بهبوطه 2.4 بالمئة. وأثر هبوط الذهب على معادن نفيسة أخرى حيث بلغ البلاتين أدنى مستوى له منذ بداية العام 1350.40 دولارا للأوقية (الأونصة) في بداية التعاملات. ونزل سعر الذهب في المعاملات الفورية إلى أدنى مستوى له منذ 23 يناير كانون الثاني عند 1231.95 دولارا للأوقية. وبحلول الساعة 1133بتوقيت جرينتش سجل المعدن انخفاضا نسبته 0.2 بالمئة ليصل إلى 1238.45 دولارا للأوقية. وانخفض سعر الذهب في العقود الأمريكية الآجلة تسليم ديسمبر كانون الأول عشرة سنتات إلى 1238.90 دولارا للأوقية. ويعاني الذهب من تزايد التوقعات بأن المركزي الأمريكي سيرفع أسعار الفائدة في 2015 وهي خطوة ستعزز الدولار المقوم به المعدن الأصفر بينما تزيد من تكلفة حيازة الذهب الذي لا يدر فائدة. وصعد مؤشر الدولار - الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية - تسعة أسابيع متتالية مع اقتراب برنامج التيسير الكمي الذي يتبناه مجلس الاحتياطي من نهايته المتوقعة في أكتوبر تشرين الأول. وضخ البنك المركزي نحو أربعة تريليونات دولار في الاقتصاد بموجب هذا البرنامج. ومن بين المعادن النفيسة الأخرى تراجعت الفضة 0.3 بالمئة إلى 18.59 دولارا للأوقية لتسجل أدنى مستوى لها في 14 شهرا وتتجه نحو تكبد ثامن خسارة أسبوعية في تسعة أسابيع. ونزل البلاتين 0.5 بالمئة إلى 1358.20 دولارا للأوقية. وسجل البلاديوم أسوأ أداء بين المعادن النفيسة هذا الأسبوع إذ هبط نحو سبعة بالمئة في أكبر خسارة أسبوعية له منذ يونيو حزيران 2013. وتراجع المعدن 0.3 بالمئة إلى 826 دولارا للأوقية.