هبط سعر خام برنت في العقود الآجلة نحو دولارين إلى ما دون 89 دولارا للبرميل امس ليصل إلى أدنى مستوياته منذ عام 2010 مع ارتفاع المعروض وضعف الآفاق الاقتصادية العالمية وهو ما أدى إلى تواصل هبوط الأسعار المستمر منذ شهر. ونزل سعر الخام الأمريكي أكثر من دولارين مسجلا أدنى مستوى له منذ عام 2012 وهو ما يزيد من الضغط على منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لخفض الإنتاج من أجل إنقاذ الأسعار في مواجهة تباطؤ الطلب. وانخفض سعر مزيج برنت في عقود نوفمبر 1.25 دولار إلى 88.80 دولارا للبرميل بحلول الساعة 0634 بتوقيت جرينتش بعد تراجعه في وقت سابق إلى 88.11 دولارا وهو أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2010. وتراجع سعر الخام الأمريكي في عقود نوفمبر 1.62 دولار إلى 84.15 دولارا للبرميل. وسجلت هذه العقود أدنى مستوياتها في الجلسة عند 83.59 دولارا للبرميل وهو أقل مستوى لها منذ يوليو 2012. ونزل سعر برنت نحو 24 بالمئة منذ وصوله إلى أعلى مستوياته هذا العام 115.71 دولارا للبرميل في يونيو مع عدم تأثر إمدادات الخام بالمخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا وتحسن الإنتاج في دول منتجة رئيسية مثل ليبيا. من جهة اخرى أبلغت المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أنها رفعت إنتاجها من الخام في سبتمبر بواقع 100 ألف برميل يوميا وهو ما يزيد من العلامات التي تظهر عدم إقبال المملكة حتى الآن على خفض الإنتاج لمواجهة نزول الأسعار كثيرا عن 100 دولار للبرميل. وقالت أوبك في تقرير شهري امس إن السعودية أعلنت إنتاج 9.704 ملايين برميل يوميا في سبتمبر ارتفاعا من 9.597 ملايين برميل في أغسطس. وقد يعزز عدم خفض الإنتاج السعودي الاعتقاد بأن المملكة تتطلع لحماية حصتها السوقية بدلا من الأسعار. وأبقت أوبك في التقرير على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير وما زالت تتوقع تسارع نمو الطلب في 2015. ومن المقرر أن تعقد المنظمة اجتماعا في نوفمبر في فيينا لتحديد سياستها الإنتاجية للأشهر الأولى من عام 2015. من جهة اخرى ارتفع الدولار امس لكنه يتجه لإنهاء موجة صعوده التي طالت لفترة قياسية بأول تراجع أسبوعي في ثلاثة أشهر بعد أن حذر صانعو السياسات في (البنك المركزي الأمريكي) من تأثير قوة العملة. ونزل الدولار أكثر من واحد بالمئة بعد ارتفاع مؤشره الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات عشرة بالمئة في خمسة أشهر مسجلا أعلى مستوياته في أربع سنوات 86.747 يوم الجمعة الماضي. ويتجه الدولار إلى تسجيل أكبر خسائره الأسبوعية في أكثر من عام. وقال نائب رئيس المركزي الأمريكي ستانلي فيشر في كلمة يوم الخميس إن سعر صرف الدولار «مناسب» لكنه أضاف أن البنك سيراقب العملة لرصد تأثيرها على الطلب الكلي. وجاء ذلك عقب صدور محاضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي والتي نشرت يوم الأربعاء وأظهرت قلق صانعي السياسات من أن تؤدي قوة الدولار إلى إبطاء وتيرة التعافي المطلوب للتضخم. وأظهرت المحاضر أيضا مخاوف بشأن النمو العالمي. واعتبر المستثمرون تلميحات مجلس الاحتياطي الأمريكي عن الدولار دلالة على أنه قد يتمهل في رفع أسعار الفائدة الذي سيعزز العملة وهو ما أدى إلى تراجع الدولار وارتفاع الأسهم.