لا تزال العقبة الأهم في إيجاد حل للأزمة السورية هي استمرار الأسد في الحكم وظهور التنظيمات الإرهابية التي كانت نتيجة مباشرة لوجود هذا النظام وصمت المجتمع الدولي عن جرائمه سنوات باتت طويلة، وبقاء الأسد في السلطة كان ثمرة مباشرة للدعم الإيراني والعقلية الإيرانية التوسعية؛ فالتمسك بنظام الأسد أفسح المجال أمام وجود التنظيمات الإرهابية ك «داعش» وغيرها في سوريا. لم يكتف النظام الإيراني الذي دأب على فرض نفوذه وتوسعه عبر ولاية الفقيه العابرة للحدود، إلا أن حكام طهران عززوا ذلك من خلال وجودهم العسكري عبر أذرعتهم (ممثلة بحزب الله اللبناني وجماعة الحوثيين) وبشكل مباشر من خلال وجود قوات ما يسمى بالحرس الثوري في أكثر من منطقة بالشرق الأوسط وخاصة في سوريا والعراق. مسؤولو إيران يرددون بشكل علني أنه لولا وجودهم في سوريا لكان نظام الأسد ساقطاً لا محالة، وبذلك يضع صناع القرار في طهران أنفسهم في مواجهة ليس السوريين وحسب، بل في وجه المجتمع الدولي الذي يعتبر أن الأسد فقد كامل شرعيته، والوصول إلى أي حل سياسي يمر عبر رحيله. حل الأزمة السورية بالتأكيد يمر عبر رحيل الأسد لكن أيضا لابد من رحيل كل القوات العسكرية والمليشيات التي سمح لها النظام بدخول سوريا، وهذا ما أكد عليه وزير الخارجية سعود الفيصل أمس أن نظام الأسد فاقد للشرعية، وأن القوات الإيرانية في سوريا هي قوات محتلة، وإذا أرادت إيران أن تسهم في حل المشكلات في سوريا عليها أن تسحب قواتها من هذا البلد. فهل حان الوقت ليدرك ساسة طهران أن سياساتهم في التوسع وإثارة الصراعات لن تكون ذات طائل؛ لأن الشعوب والحقائق ستنتصر في النهاية مهما طال الزمن، وأن الأحصنة التي يراهنون عليها خاسرة، وأن الجماعات التي يدعمونها تسير عكس التاريخ؟